[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] الظلم ضروري أحياناً[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
قد يستوقفك عنوان المقالة كثيراً ، ربما سيبدأ البعض بمهاجمتي قبل الخوض في قراءتها . فكيف لدكتورة تحث على الظلم قي مقالاتها ... لذا عزيزي القارئ صاحب الوعي الضعيف أو ضيق المدارك أو متواضع الفهم . أعمم عليك التحذير التالي:
هذه المقالة ستشوش كل من لا يفهم نفسه جيداً ؛ فمن يعاني مع نفسه يجر معه كل أشكال المعاناة الداخلية سواء بالإدراك أو الفهم أو الشعور أو المشاعر مجتمعة أو منفصلة بمختلف علاقاتها ، وبمختلف السلوكيات المترتبة عليها ... فكيف سيفهم الآخرين ؟!
لذلك أحذرك من الخوض في تردد عالي من المعلومات يجعلك تضيع ...أما أصحاب الهمة العالية وهم أقلية فدعوة مني لكم للاستمتاع في ما سيتم طرحه.
لوهلة سيجد كل من يقرأ ما أكتب بعض من الاستنكار داخل نفسه ...حالة طبيعية لا تنزعجون منها ، فأنت هنا ترى أنني ظلمت فئة على حساب الأخرى ، وأنني فضلت أحدهم على الآخر ....إنّ النظرة الكلية من منظارك الشخصي ومن خبراتك تمنعك عن النظرة الكلية الجماعية التي هي فوق الجزء الذي يفقد معناه إن فُصل عن الكلية وأهم من الخبرة الذاتية بكثير ... فهناك نضج معلوماتي وهناك نضج نفسي تماماً كالنضج الجسدي .. فالطفل لا يستطيع أن يسير على الأرض فور ولادته ، و إن قمت بإيقافه آلاف المرات فعضلات الرجلين لم تنضج بعد لتستعد للوقوف ، فما بالك السير .. وإن استمريت في المحاولات سيؤدي ذلك ..إلى التأثير السلبي عليه ...وعلى نمو العضلات وتحتاج من يحذرك من ذلك ...وهذا المثال هو وصف دقيق لما يحدث لقانون الإدراك والتفكير وعرض الأفكار ‘ يضر كل غير مطلع فتفسيراته ستكون مضرة له وللآخرين ... فعالم إدراكه محدود أما أصحاب الإدراك العالي يفهمون ذلك جيداً فعندما تم اختراع أجهزة الهاتف كانوا يستهزؤون بأصحاب التفكير المحدود وهم كُثر هذه الفكرة ،وقانون العدل ينص على أن تقف مع الأكثرية ضد الأقلية.
وحدهم مَن يفهمون العلوم يدركون أن من الممكن اختراع جهاز هاتف وتستطيع حمله لكل مكان وحدث بالفعل...وهم أيضا من يفهمون كل فكرة جديدة كسيارات تطير في الهواء ،لكنهم عدد قليل وقد يكون شخص واحد ...لذلك يهاجم العلماء والمفكرين لأنهم يتعرضون للعدل الذي ينص على تصديق الغالبية الكثيرة ...فما حاجة للمجتمع أن يقف مع شخص يفكر بشكل جديد ، مجنون الوعي والإدراك كما يسمونه من يعانون من جهل عقلي الذي اسميه " مرض العصر الحالي " فالبشرية تعاني منه كفايروس مزمن في كل مجتمع .... شيء طبيعي جداً فالعدل مجرد من مفاهيمه الحقيقية يربطه الكثير بالمساواة ،وهم مفهومان مختلفان جدا ....فعلى سبيل الأمثلة المساواة تعني انك أب تساوي بين أبنائك في تخصيص مبلغ موازي القيمة لهم لكن من العدل أن تعطي ابنك من ذوي الاحتياجات الخاصة مبلغ أعلى فحاجاته أعلى من حاجات البقية ، ولو أخذتكم لنظرة الأبناء من تصرفات أبيهم تجدهم يجدونه ظلم هو ابنه كما هم أبنائه ....ومن هذا المثال تشترك معه سائر الأمثلة التي تفسر حاجتنا للظلم تحقيقا لمبدأ العدل ، وأخيراً رسالة لكل إنسان كن واعياً .. اسمع كل الأفكار.
الأغلبية ليست في الغالب صحيحة ، إلى متى نهاجم العبقرية والعباقرة والمفكرين بحجة العدل، قليلاً من الظلم تخرج علماء للنور وتجعلنا مجتمعات أكثر حضارية.فرب ظلم عادل كوقوفك مع صاحب فكرة يصنع مجد أكثر من مساواة ظالمة لغالبية لا تؤيد الفكرة >
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]