أنت ليس ما يراه الناس
بقلم الأستاذة / جولان الواوي *
مهما بدا من حبهم لك، واهتمامهم فيك، غير أنهم لن يروك أبداً كما ترى أنت نفسك ..
فقد تكون ممن ظَلمَ نفسه، فرآها أقل مما هي عليه، ووضعها في موضع أقل مما تستحقه- ليس التواضع أعني وانما فقر الثقة بالنفس- وبالتالي سوف تظن بأن الناس يحملون بذور الشفقة في حديثهم وتصرفاتهم اتجاهك.
واذا كنت ترى نفسك فوق ما هي عليه، سترى بأن الناس تستخف بك ، وتعطيك أقل مما يجب ..
هناك شعرة دقيقة بين التواضع ونقص الثقة بالذات من جهة، وبين الثقة والغرور من جهة أخرى .
حاول أن تنظر إلى ذاتك كما هي( مهما بدا الأمر مستحيلاً)
فإذا وجدت فيها خيراً، احمد الله على عطاءه، ومرر الخير للآخرين بشرط ألا تنتظر مدحهم إياك على ذلك ، ودون أن تنسى بأن شكر النعم في نقلها لغيرنا.
وإذا وجدت في ذاتك سوء ، لا تخبر به أحد ، ولا تتحدث به حتى أمام نفسك ؛
استر عيبك، واكتم ضعفك ، واسعى إلى تغييره بشتى الطرق ، وامضِ في طريقك.
لا تنزعج إذا كرهك البعض بسبب ذلك؛
فالناس أيضاً لا يدركون حقيقتهم، ويظنون أحياناً بأن كراهيتهم للآخرين تمنحهم بعض الحب لذواتهم، وأنهم بطريقة أو بأخرى يتمردون على شيء ما ..
أذكر صديقةً لي كرهتني مرة دون سبب، حاولت استرضاءها بشتى الطرق، ولمّا وجدت أنني قد خسرتها للأبد قلت لها بأنني لا أريد لعلاقتنا أن تستمر، وبأنني سأختفي من حياتها للأبد، شريطة أن تخبرني بسبب كراهيتها المفاجئة !
قالت وهي تنظر مباشرة في عيني" أنا أكرهك الآن لأنني كرهت نفسي ، ولم أعد واثقة بأنها قد اختارت لي أفضل الأشخاص كي اتابع حياتي معهم"
لا شيء يؤلم أكثر من سماع الحقيقة، لكنه أيضاً يساعدك على النسيان وفهم الأمور كما هي فعلاً،
الناس مرايا تنعكس فيها صورتك، بعض المرايا محدبة وبعضها مقعرة أو مشوّهة ، لا تنظر إلى نفسك في مرايا الآخرين، انظر إلى ذاتك من الداخل، وحاول أن تجد طريقة للإصلاح مع نفسك حتى تعكس لك الصورة الحقيقة عنك.
تذكر ..
أنت ليس ما يراه الناس
إنما أنت؛ ما تعرفه أنت عن نفسك؛ ولا يُقدّره الغير حق قدره، فلا تفقد الثقة بك لأنها رأس ما تملك .
#جولان_الواوي