عن فلسفة الظل البارد!
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
هذا الظل ليس ظلي؟
ربما كانت روحي "انفصالية" لكي أتعمد نكران الظل، لكن السؤال الضخم الذي لا ينفك عقلي عن التفكير فيه، هو: كيف ينتمي إلى جسدي هذا الظل البارد؟ لقد اتخذ هذا الظل من جسدي أطواراً متعددة للحياة، وتقدم معي جنباً إلى جنب وهو يحمل نية فاسدة للحياة، بينما أحمل في جعبتي نية مهترئة للموت!
هذا الظل الهزيل توقف عن ملاحقتي، وارتمى في سكينة السطر، ووقار النقطة، وهدوء الفاصلة، والنهاية المتوقع حدوثها، كأن يظهر في النور ويختفي في الظلام مؤقتاً حتى يختفي معي كلياً، لقد توقف عن ملاحقتي في الوقت الذي كنت أركض فيه نحو إيماني بأن كل النهايات مفتوحة.
على مدار ثلاثة أعوام من فقد هذا الظل البارد، هرولت خلف دهشة مفتعلة، بين علامات التعجب، وانحناء الاستفهام، لم يكن يعجبني الركود الذي اتخذه ظلي خليلاً، فقلبي يراوح بين نارين، وعقلي مصاب بفرط الحركة، وفي جوفي ثورة محتملة على كل أحزاني!
لقد كان ظلي احتمالاً، ظل يردفني في طريق مشمس حتى تحول إلى الحقيقة، لا أدري كيف فتن بهذا العالم السيء، وترك صاحبه يمشي بلا ظل، لقد أهملني في النور فأهملته في الظلام، وأنكرني فادعيت نكرانه كما فعلت في أول هذا المقال، لكن الحقيقة هي أنني أفتقد ظلي!
وبينما أنا ساخط جداً من فقد هذا الظل البارد، أود أن أتساءل:
بعيداً عن احتمالية الحياة والموت لأنهما لا يحققان التأكد المطلوب من الإجابة، من منا ينتمي إلى الآخر؟ أنا أم ظلي؟!
* كاتب