حلم
بقلم الأستاذة / سلوى بادبيان *
انا أحلم إذاً أنا حي
إذا ارتبط الحلم بالسعي إلى تحقيقه تصبح للحياة معنى مختلف ، حتى ولو لم يتحقق يكفي شرف المحاولة , أخبرنا حبيبنا عليه الصلاة والسلام أن (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) ، الضعف والوهن الحقيقي أن تكتفي بالحديث عن حلمك دون التخطيط له ،أما أن لا يكون لديك حلم فأنت ميت تعيش فوق الأرض.
لا تبالي بالأحلام مالم تستطع تحويلها لأهداف وترسم لها خطة تستطيع بها أن تخطو خطوات نحو النجاح
ذات يوم سألت طالباتي ما هو حلمكن ؟
كنت أتوقع إجابات تأخذني إلى السحاب البعض كان مبدع في الإجابات ولكن الأغلب كان يتحدث بخجل والبعض شعرت أنه فقير حلم
نعم الفقر ليس فقر المال فقط كونك لا تحلم اذا انت فقير
الحلم والأمنية تجعلك إنسان مبدع منجز ذا قيمة في المجتمع بل يعني أنك على قيد الحياة وفي مقدمة الصفوف ،
الأمة بحاجة إلى شعوب تحلم ولكن لا تكتفي بالحلم بل تسعى إلى تحقيقه ،
بحاجة إلى طاقة شبابية متفجرة تجدد مجدها من جديد
حلم +عمل = أمة منجزة متقدمة رافعة للواء الدين
وفي الحديث القدسي يقول ربنا عز وجل : ( أنا عند ظن عبدي بي)
فإذاً تحقيق الحلم متصل أولا بحسن ظنك بمن خلقك الذي إذا أراد شيئا قال كن فيكون ثم بمقدار مصداقيتك في السعي لتحقيقه وعدم اليأس والقنوط أبدا
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان يقول : ( إن لي نفساً تواقة ، ما تمنت شيء إلا نالته ، تمنت الإمارة فنالتها وتمنت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو من الله أن أنالها )
تعالوا معا نتأمل أمنيات وأحلام الصحابة رضوان الله عليهم خير القرون
أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه : تمنوا ، فقال : رجل أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله ، ثم قال : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق . ثم قال : تمنوا . فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين . فقال عمر أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراح .
فلا عجب انهم خير القرون ولا عجب من أن الأمة في زمانهم كانت قوية منتصرة ، انظر إلى قلب المرء إلى حلمه وامنيته حينها تعرف من تخاطب .
حين نعلق كل أحلامنا الدنيوية والأخرويّة بالله نصنع لأنفسنا مجدان مجد دنيوي ومجد أخرويّ
امرأت عمران تمنت ولد تنذره لله حلمت به كثيرا وجعلت الدعاء حبل وصل لتحقيق حلمها ﴿إِذ قالَتِ امرَأَتُ عِمرانَ رَبِّ إِنّي نَذَرتُ لَكَ ما في بَطني مُحَرَّرًا فَتَقَبَّل مِنّي إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ﴾
رزقها الله مريم ومن رحم مريم كانت معجزة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام الذي بقي مجده خالداً الى يوم يبعثون ,أي حلم وأمنية حلمت بها هذه المرأة الصالحة صدقت مع الله فصدقها الله
إحلم وتمنى واجعل أحلامك تصل إلى حدود السماء وثق أن رب السماء قادرا على تحقيقها وأن يسوق لك الأحلام سوقاً دون أن تطلب ولا تعلم في الغيب كم يسخر الله لك فقط اصدق مع الله واسعى بجد ولن يخذلك رب اسمه الوهاب الكريم
(هيَا إلى الحياة هيّا للنطلق ونعيد أحلامنا من جديد ونسعى لتحقيقها دون ملل)
1 ping