مناهجنا ومجتمع المعرفة
يسعى مجتمع المعرفة بكل جدية لخلق المعرفة و كيفية الحصول عليها و ترسيخها وانتاجها وتوظيفها ، للاستفادة منها على كافة الأصعدة والمجالات وخاصة المجالات الحياتية وتحسين نوعية الحياة وتحقيق التنمية الانسانية والاجتماعية بما يتفق مع متطلبات العصر ومستجداته. والمعرفة يجب أن تسخر في تحسين حياة الناس ومعيشتهم ، وتنعكس آثارها على حاضرهم و مستقبلهم، تقدم تشخيصاً للواقع ‘ واستشرافاً للمستقبل ، وهي في ذات الوقت قادرة على تقديم الحلول و البدائل في حدود المتاح .
ويتفق معظم الباحثين على أن مجتمع المعرفة لا يمكن أن ينهض دون قيام أركانه الأساسية وهي : الإعلام و الاتصال ، وثقافة مجتمع المعرفة وعلومه وأركانه ، ورأس مال بشري و مستوى تعليمي راق.
و المعرفة التي ننشدها في مناهجنا هي تلك المعرفة التي تتأسس على الفهم ، وهذا يتطلب منا أن نعرف كيف نفكر وكيف نحلل ونبني قدراتنا النقدية بدلاً من الانتاج الآلي للمعرفة، الذي لا يستند الى جديد بل يبقى أسير حالة التلقين والتكرار .ولمجتمع المعرفة أهمية بالغة في الارتقاء بالعملية التعليمية وتحسينها ، وتحقيق أهداف الفرد والمجتمع ، وكذلك يتم من خلاله استثمار أمثل للموارد البشرية ، فهو يركز على انتاج المعرفة ونشرها في كافة الميادين ، ويسعى للتدريب المستمر والاهتمام بمهارات التفكير وتفجير الطاقات الابداعية ، وتشكيل النماذج الابتكارية وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف الجوانب ، ومنح الانسان قدرات و إمكانات اضافية للكشف عن المجهول والتعامل مع الغامض والتعمق في الاستكشاف والتحليل لاستشراف المستقبل.
وللمنهج دور بالغ للوصول لمجتمع المعرفة وذلك من خلال إتاحة الفرصة للمتعلم لامتلاك مهارات التخطيط والتواصل ، وتوفير فرص التعلم الذاتي والتعاوني وأيضاً من خلال التركيز على التقويم والتدريب المستمر ، ومهارات التفكير الناقد والبحث العلمي واتخاذ القرار .
إعداد الباحثة في قسم المناهج وطرق التدريس : ندى منصور الحميّد