الوحدة
بقلم الكاتبة / ميعاد حمد القحطاني *
يخيل لنا أنها فعلا وحيدة ، كلمة خالية تماما من الحياة ولكن في الحقيقة هي عكس ذلك ، بين ثنايا حروفها حياة أخرى مخبئة أو بالأحرى نحن من نخبئ تلك التفاصيل بعيدا عن الأنظار كي نوحي لأنفسنا أننا نسينها وهي من أول فرصة تعرض لنا مافي جعبتها من خيبات ولحظات قد كرهنا أنفسنا للحظة ، تلك المشاعر التي نريد نسيانها عندما تتوحد بنا فور ما نحن نحاول التوحد بأنفسنا .
الوحدة حياة أخرى مبطنة بأشياء لو أطلع عليها الآخرين ربما حكموا علينا بالقتل لا لبشاعتها و لا لأنها تجلب العار ربما لأنهم لم يعهدوا هذا الشي من قبل.
تكون تلك الوحدة شيء من يومك ولكن في كل يوم يتخلف باختلاف ما تمر أنت فيه فمثلاً :
عندما تكون عائدا من العمل تريد الوحدة لكي ترتاح من ضجيج الحياة ، وعندما تكون حزين تريد الوحدة لكي تجدد عهدك مع السعادة ، وعندما تكون سعيد تريد "أحيانا" الوحدة لكي تسترجع ماضي كان أجمل من هذه اللحظة ، وعندما تكون مكتئب تريد الوحدة لكي ترى الحياة الخيالية التي رسمتها لك لا القدر ، وعندما تكون وحيداً الوحدة هي التي تريدك لكي تذكرك بتلك الخبايا المخبئة لا يعرف شفرتها سواك.
لا أعلم ربما في بعض تلك الخبايا شي من السعادة وكثيرا من الجنون لأنها لن تتحقق هي فقط خلقت باليقظة وستموت باليقظة .
تذكرك الوحدة بأشياء قد شارفت على النسيان و لكن بذكرى واحدة فقط أسترجعت كل تلك الحياة وتلك المشاعر وحتى الصوت قد تذكرت كل شيء وكأنه حدث البارحة ولا يوجد مبرر للعودة قد مضى الكثير على ذلك . فلم العودة ؟
كما للوحدة شيء إيجابي ربما هي الخصلة الوحيدة بنظري وهي في بعض الأحيان توقظك وتوعيك من خطأ وربما خطر قد تقع فيه ، فقط تلك هي الحسنة الوحيدة .
* كاتبة
2 pings