المعلم المبدع في العصر الحديث
بقلم الأستاذة / خلود الجبر *
يعد التدريس نشاطاً متواصلاً يهدف إلى اثارة التعلم وتسهيل مهمة تحققه, ويتضمن سلوك التدريس مجموعة الافعال التواصلية والقرارات التي يتم استغلالها وتوظيفها بكيفية مقصودة من المدرس الذى يعمل كوسيط في اطار موقف تربوى-تعليمى.ويفترض التربويون أن التدريس علم يمكن أن يكون دراسة علمية لطرائق التدريس وتقنياته, ولأشكال تنظيم مواقف التعلم التي يتفاعل معها الطلبة بغية تحقيق اهداف منشودة وعليه يمكن تعريف التدريس بانه:" عملية تفاعلية من العلاقات والبيئة واستجابة المتعلم لها ويجب أن يتم الحكم عليها في التحليل النهائي من خلال نتائجها وهى تعلم المتعلم - الذي هو جزء منها -.
وللمعلم مكانة خاصة في العملية التعليمية، بل أن نجاح العملية التعليمة يعتمد بشكل مباشر على المعلم. فالمعلم وما يتصف به من كفاءات، وما يتحلى به من حيث رغبته وميله للتعليم, وهو الذي يساعد الطالب على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة.
صحيح أن الطالب هو محور العملية التعليمية وان كل شيء يجب أن يكيف وفق ميوله واستعداداته وقدراته ومستواه، الا أن المعلم لا يزال العنصر الذي يجعل من عملية التعليم عملية ناجحة، والشخص الذي يساعد الطالب على التعلم والنجاح، فبدون مساعدة المعلم لا يستطيع الطالب أن يتعلم مهما كانت المرحلة التعليمية التي يوجد بها. مع هذا فإن دور المعلم اختلف بشكل جوهري بين الماضي والحاضر فبعد أن كان المعلم هو كل شيء في العملية التعليمية، فهو الذي يحضر الدرس، وهو الذي يشرح المعلومات، وهو الذي يستخدم الوسائل التعليمية، وهو الذي يضع الاختبارات لتقييم التلاميذ، فقد اصبح دوره يتعلق بالتخطيط والتنظيم والاشراف على العملية التعليمية اكثر من كونه شارحاً لمعلومات الكتاب المدرسي.
و دور المعلم في عصر الإنترنت يتجلى في مدى قدرته على خلق طالب مؤهل ومدرب ومزود بمهارات البحث الذاتي، وقادر على الرجوع للمصادر المعرفة المختلفة واستخدامها من تلقاء ذاته، ومزود ايضا بالمهارات التقنية والتي من اهمها القدرة على استخدام الكمبيوتر وشبكة الاتصالات العالمية، وقادر على تنمية شخصية الطالب جسمياً وعقلياً واجتماعياً واخلاقياً وثقافياً، وعلى جعل التعليم الطالب اكثر معنوية واكثر عملية وواقعية بحيث يفيد الطالب ويفيد مجتمعه في الوقت نفسه اذ أن التعليم يجعل حياة الطالب اكثر قيمة وسعادة واستقراراً، ويجعله فرداً قادراً على مجابهة التحديات والوقوف امام متطلبات العصر بكل ثقة وكبرياء.
* معلمة تربوية