أمة اقرأ تقرأ
بقلم الكاتبة / ملاك عبدالعزيز *
نحن أمة اقرأ ، حيث أول آية نزلت على حبيبنا –صلى الله عليه وسلم- هي قوله تعالى : "اقرأ" ]العلق:1[.
وهو فعل أمر مما يدل بديهياً على وجوب القراءة ابتداءً بالقرآن الكريم..
يقول العقاد : "القراءة ليست من الكماليات أو شيء من الرفاهية بل هي فريضة إسلامية ، ألم تسمع قوله تعالى (اقرأ) هذا أمر".
وإنه لمن المهم أن نقرأ القرآن الكريم أولاً.. وإنه لمن الحرمان أن تقرأ كل شيء إلا القرآن !
ومن المهم أن تقرأ المفيد ، وتتمتع بما تقرأ يقول العقاد : "يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك . ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ".
وابدأ بقراءة ما تُحب إلى أن تُحب ما تقرأ!
الكاتب الساخر الرطيان يقول : "بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك! بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم! بإمكانك أن تمتلك "آلة الزمن" وتسافر إلى كل الأزمنة.. رغم أنه لا وجود لهذه الآلة الخرافية! بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في موبمباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد! بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر عبر شيء واحد: القراءة".
وليس المهم أن تقرأ فحسب! ولكن المهم ماذا تقرأ؟ والأهم أن تنتفع بما تقرأ.
يقول د.أنيس منصور:" القارئ لا يُهزم".
فجميع العظماء بدأوا حياتهم بالقراءة!
لماذا تقرأ؟
يجيبون العظماء على هذا السؤال..
يقول العقاد:" أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفي".
ويجيب د.نجيب محفوظ بعدما تذوق الحرمان حيث يقول :" أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف بصري" فما عذرنا نحن؟!
ونزار قباني يقول:" إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب!".
*ولأن خير جليس في الزمان كتاب.. اجعلوا الكتاب يكسر وحدتكم، ويختصر دقائق الانتظار في الأماكن العامة، ويملأ أوقات فراغكم، ويشغل أوقاتكم..
يقول الجاحظ:" لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً ولا أقرب مجتنى من كتاب".
فالقراءة أفضل من الوحدة!
أفضل من الجلوس مع منافقين! أو مع أقارب يرون في نجاحك فشلاً لهم!
القراءة أفضل من أن تضيع وقتك في غيبة أو نميمة وكذب ولغط لا طائل من ورائه!
منذ ولدت وأنا أسمع مقولة "أمة اقرأ لا تقرأ" لا أمة اقرأ تقرأ، فإني ألحظ بالآونة الأخيرة أنها غيرت هذه النظرة، فزادت ثقافةً ووعياً وجرأة، فنحن والله أولى الأمم بالقراءة!
*بعضنا يعد قراءة الصحف اليومية وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من الثقافة! مع أنها قد لا تفيده ألبتة!
والبعض يعتزل القراءة لسبب واحد، وهو أنه قرأ كثيراً ولم يعلق بذهنه شيئاً منها! لكن لابد أنه علق بذهنك شيئاً حتى لو تكتشف مثلاً جديداً أو حكمة مفيدة!
قرأت مرة نصاً لـ د.سلمان العودة يقول:
"قلت مرة لشيخي:
قرأت كتاباً ولم يعلق شيئاً منه بذاكرتي !
مد لي تمرة وقال: امضغها، ثم سألني :هل كبرت الآن؟ قلت: لا، قال: ولكن هذه التمرة تقسمت في جسدك فصارت لحماً وعظماً وعصباً وجلداً وشعراً وظفراً وخلايا!
أدركت أن كتاباً أقرؤه يتقسم ، فيعزز لغتي ، ويزيد معرفتي ، ويهذب أخلاقي ، ويرقي أسلوبي في الكتابة والحديث ولو لم أشعر!".
قرأت كتاباً مرة لم أستفد منه إلا أنني تعرفت على اسم جبل لم تعلمني إياه جغرافية المدارس! وكتاباً آخر علمني حكمة جديدة..
يقول العقاد:" حتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته ، أنه يعلمني شيئاً جديداً هو ماهي التفاهة؟ وكيف يكتب التافهون؟ وفيم يفكرون!".
ومن وصايا د.أنيس منصور :"أي شيء يقع في يدك يجب أن تقرأه ،المهم أن تكون القراءة عادة".
وما أجملها لو أصبحت عادة.. ابدأ بقراءة ما تحب إلى أن تحب ما تقرأ!
فمن يريد تدمير ثقافة شعباً ويمحي حضارته.. يبدأ بإبعادهم عن القراءة ما استطاع!
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓