إن الله معنا
بقلم الكاتبة / شعاع مُسلم *
في تلك الليلة المملوءة بالتعب ومساورة الألم لقلبي، وفي تلك اللحظة التي انحنت فيها أصابعي مطأطئة الرأس أمام أحرف الكيبورد، عجزاً منها عن صياغة المعنى الذي يخالجني بكلمات، كتبتُ "يا رب" ..
ومنذ تلك الليلة وأنا أشعر بخفّة قلبي، بتلاشي ثقله بـحريرية وزنه منذ ذلك اليوم وأنا أشعر بالاكتفاء، بالغنى، ما خاب يا صديقي من نادى في جوف ليلته " يا رب " من استغاث بالرحيم الودود، الكريم ..
نبعد عن الله بأيدينا، باختيارنا، بإسرافنا في المعاصي وما أن يُطوِقنا الألم، نعود جاريّن أذيال الهزيمة والخيبة معنا، ووحده الله من يتفهّم موقفنا، لا يذكرنا بسالف أمرِنا، يأخذنا من أيدينا للنجاة، للراحة، للطمأنينة .
يا رب .. كررها دائماً، كلما أحسست أن ما بداخلك أكبر من الكلمات، وستعجزك قدرة الله في أن يتلاشى ألمك بدون أن تعير الموضوع بالغ أهميتك .
وحده الله من يستحق و وحده الله من يرعانا دائماً، يرجو توبتنا لكي يرحمنا فقط برحمةٍ منه، الله يا الله ..
أخذت أفكر في شؤون حياتي وكيف أنها كادت أن تسلك طريق البعد عن الله، ممتنةٌ أنا لتلاطم الأحرف بداخلي وتشتتها إنها أعادتني إلى الطريق الصواب.
نلتهي وننسجم مع صخب الحياة حتى نبعد عن طريق الاستقامة بدون قصدٍ منا، وكأننا نعيش في دوامةٍ مشدوهين مسحورين في المُضِّي، وما يعيدنا إلى الله إلا صدمة أو لطمة على القلب يكاد يفتأ منها وعندها عندما تنفد جميع محاولاتنا في استرجاع قوامنا هنا نعلم أن الراحة كلها عند ذي الملك والجلال ..
أخبرني من يرعاك طوال حياتك، ثم تذهب وتنساه وتعود إليه ثانيةً تطلب العون فيغيثك ويفرح بك؟ من ؟
انه الله ولا سواه.
مسحت على قلبي وعلمت حينها أن فاطر السماوات والأرض هو الأحق بالسكنى هنا، اللهم لا تعلق قلبي بغيرك ..
من يعشق منكم فليعشق كاملاً، النقصان يؤذينا، يتعبنا، يشتتنا، لذلك فلا عشق ولا محبة تجاوز محبة الله في قلبك، لأنه وحده الجدير بذلك سبحانه .
امسح على قلبك كل يوم واستشعر وبكل حواسك ثم قل " اللهم املأ هذا القلب حباً لك وخشية منك" واخبرني عندها كيف تسير أمورك وما الأحاسيس التي تساورك، أخبرك أننا وصلنا معاً للحياة الحقيقية التي لطالما غفلنا عنها .
* كاتبة ، عضوة في رابطة كاتبات الغد