تقويسة قلق
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
"عقلي، بين رحى القلق، والصفيرُ المُحزن في رأسي لا يتوقف، يوشوش أفكاري ويُربكني، والمُحزِن جداً أن المتسبب في كل هذا التوتر والشقاء مجرد وهم"
إن القلق غالباً ينتج عن اضطراب في نظرتنا لكل الأمور، ونحن غالباً نُلبس كل الأمور ثياباً فضفاضة من التشاؤم، وهي رُبما عادة متوارثة من أجدادنا، فحين نحزن فنحن نحزن حتى تبيض أعيننا من الحزن، وربما في أحيانٍ أُخرى حتى يأخذ الله أمانته، وهذا الحزن الشديد ولّد لدينا حالة من الخوف انقسمتا كما تنقسم "الفولة" إلى شقين، الشق الأول منهما:
هو خوفنا من الفرح للدرجة التي تجعل "عجائزنا" يخشين من الضحك المستمر ويعتبرن ذلك دلالة على وقوع مصيبة لا محالة، فيترقبن بعد الضحك الخبر السيء المحزن، أما الشق الآخر فهو الخوف الشديد من وقوع الحزن مما يجعلنا في حالة قلق دائم ونحن نمارس حياتنا اليومية الاعتيادية..! وهذا بطبيعة الحال يؤثر على مل ممارساتنا ويصبغ تصرفاتنا بصبغة التوتر.
في الآونة الأخيرة لا شيء يمكنه أن يخفف من حدة توتري كما تفعل القراءة، أغيب في عالم الكتب، بين الرواية والنظرية والشعر حتى أكون لنفسي عالمي الافتراضي الخاص الذي لا يقطع انسجامي معه ويعيدني إلى عالمي الواقعي إلا طارئ طرأ فجأة، والحياة كلها طوارئ عاجلة!
لقد شكلت القراءة بالنسبة لي نافذة هروب من حالات القلق الشديدة التي تنتابني، بعد أن كنت فيما سبق أهرع إلى النوم أو أطحن نفسي وأنا أقضم يومي وأفسده بتصرفات متوترة وقلقة جداً.
المشكلة الحقيقية هي أنني الآن أشعر بالقلق..
وليس في حوزتي كتاب..!
* كاتب وروائي
1 ping