المفترون على المرح
بقلم / د. مجدي غرسان *
المُفترون على المرح
طابت جمعتكم بكل خير .
عسى أن تعود فرحة المرح بالمطر من جديد بعيدا عن النواح وتكرار ذات السؤال الساذج "من المسؤول" عما يحدث من فساد .
ذلك المرح الذي لم يُعرفنا وقتها على أخلاق كافر أمين كان سببا في تأسيس البنية التحتية لمدينة الجبيل الصناعية والتي أسستها شركة (بكتل الأمريكية ) وعملت على وضع دراسات طويلة المدى وهاهي تشهد نجاحاً في هذه الأيام لاسيما مع نزول الأمطار فهي التي لم تغرق .
وفي المقابل غرقت أبها التي تعانق الجبال وأصبحت من مدن الضحايا وغرقت مدن أخرى تعودنا على غرقها كل مطر. لم نعد نطرب لأنشودة المطر. أصبحنا نحذر بعضنا من الخروج تحت المطر من اللعب خلف الأبواب من رقص طفلة أو ركضها . حتى أن سُنَة التعرض للمطر أصبحت من الصعب خوف الموت أو الغرق.
كُل هذا الكلام لن يجدي خاصة إذا كان شعار المسؤول "وسَع صدرك " ولكن كان يجب أن نبدأ بهذه المقطوعة المزعجة في نظر الأمناء وحرامية المسلمين .
المرح الذي افترى عليه من أصابتهم الحياة بجروح عميقة حتى ذلهم الجوع فسرقوا وقتلتهم الموسيقى فحاربوا صوتها وأرخصتهم المسارح والمنابر فعادوا لتدميرها .
هؤلاء البشر دائما يثيرون الشك في المرح وفي فساد من يمرح سواء في أخلاقه أو صفاته أ أوأهدافه أو حتى في وطنيته التي يزعمون .
ولا يهمني أين يقع فهم بعضهم .. فكلامي للنخبة والنخبة فقط .
المرح على وجه العموم في نظرهم دائما طفولياَ لايليق بالكبار, ساذجا لا يليق بمن يدعون أنهم قدوة العالم !!
هؤلاء المهيمنين يمارسون المرح في الخفاء ولا يرضونه للعلن. يرون تحت كل الورود قبوراَ يجب أن تمتلئ . يربطون أخطاء أيديهم بالقدر ويحاصرون أفكارك حين تتحدث . تبدو لهم المسرات ضجيجاً والموسيقى المرحة أوهام يقبل عليها المرضى والمشتتون .
وماهذا الحكم على المرح إلا انعكاس لغيابه تحت المطر فحين غاب بسبب الخلفية القاتمة وقلة الأمانة غاب تدريجياً . نحتاج لأن نكون صرحاء مع أنفسنا لنستطيع التصالح أكثر مع أخطاء تظهر أثاراها مع كل بريق مرح .
ما بعد الكلام ..
هناك شيء واحد يمكن أن يقودنا للمرح في هذا الوقت . فرجل أمن يسهر ليخبرنا اليوم التالي أنه انقض على أعداء الدين والحياة وعلى متآمر كان يقضي أيامه في البحث عن طريقة احترافية يقتل بها الأبرياء , فشكراً له ولمن قاده لصناعة خبر وساعة مرح وإلى مزيد من النجاح والنصر , وفي المقابل جندي تبللت قمصانه تحت المطر يراقب حدودنا ولكنه لم ولن يغرق لأن الحدود لم تكن يوماً هدفا للفاسد ليقيم بها مشروعا. فله نقول أيدك الله بنصره وتوفيقه . وأيضاُ لشخصية راقية تُنتج وتبدع وتُشرف بلدنا لم تكترث يوماً بالبحث عن الشهرة ولصوت فنان يرمي بعقاله احتراماً لجمهور كل ما يريده هو المرح والمرح فقط وأخيراً للمطر الذي يأتي بالذكريات ستظل مصدر فرحة يرقص تحت تعاتيبك أطفال وكبار .
* كاتب وقاص