الطيور الوديعة
بقلم الاخصائية النفسية / خلود مفلح الحارثي *
"تقول: طفلي لا يفهمني ،يشعرني بالعجز دائماً...
وهو يتصرف بعناد حيث لا يأكل ولا يريد النوم بالوقت المحدد !!"
الأطفال معرضون لكل الأشياء كما نحن الكبار ولكن يختلفون معنا في طرق التعبير نحن نستطيع كثيراً التعبير عن انفسنا بالحديث وشتى الوسائل ،بينما هم تظهر بصورة جلية في سلوكياتهم وتصرفاتهم حتى في ردة فعلهم بكل شيء يحبونه ويكرهونه بشكل طفولي لربما كبرنا نحن عنه ،فالمراقب لهم يجد عالم مذهل من الغرابة في إيصالهم لما يريدون أن نستشعر منهم ؛ لذلك كُن مخاطباً مصاحباً لطفلك اشعره بالأمان اسأله في كل الأحوال تجاوب لتساؤلاته كُن أنت الجواب الشافي له ،والسؤال لجوابه لا تكن قاصر النظر عن قصر طول ابنك او ابنتك احتضنهم اضحك لهم داعبهم ،لا تدع طفلك يحتاج لأحدهم وأنت موجود وأنت الأحق بقربه وهو الأحق فيك.
أحياناً لا يكون العيب فيك بأن تكون انسانياً ناصحاً وصادقاً بمهنتك فمن يريد الحل السليم سيعجل به ومن يريد الحل الملتوي بدون جدوى سيهوي به ولكن نحن بشر ،ولأجل فلذات أكبادنا سنفعل المستحيل لهم وأن كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة فذلك لا يعفيك بأن تتصرف بشكل غير لائق فهم من الفئات الجميلة ،ومن الطيور الوديعة التي ما أن تتعرف بهم إلا وأن تأخذك من عالمك الجدي إلى عالم مليء بالعاطفة والحب والبراءة في كل ما تحتويه تلك الكلمات من معاني إنهم أحباب الله يحتاجون مد يد العون بصدق لمساعدتهم لإيصال صوتهم ولسماع كلامهم ،و إلى الشعور بهم وإلى التفهم الخالص وإدراك قوة قدراتهم وإمكانياتهم ،و إلى رفع معنوياتهم بل والله إني أجدهم أكثر تفاؤلاً وأملاً بالحياة هم من يعطون الدافع لكل ما يساور قلبي من عجز فيشحذون بي الهمم بطاقاتهم الإيجابية نحو الجميع والحياة ، فكيف نخون العهد الإنساني الذي بيننا وبينهم لأجل أن نخفف عنا ثقل ما نشعر به اتجاههم من العجز وعدم تقبل تصرفاتهم وضوضاء تحركاتهم ،و من الخطأ أن تفكر بضميرك على أنك مسؤول عن ما يحدث لطفلك أو لقريبك أو أياً كان قربه منك بأنك مسؤول عن حالته وتقع بدائرة المذنب داخل نفسك وتنظر بقسوة وتعاقب نفسك ومن حولك بها ،بل هي أقدار من الله شائها ووقعت على البشر ،فتتحمل الهم والأسى وتثقل عليك وعليه بأمر مقدر!!
بل اجعل القبول والرضا في ميادين حياتك ومهما تصعبت الأمور ففي زواياها ثق بأن الله يدبرك و هو أحسن من تدابير البشر.
* كاتبة، عضوة ، رابطة كاتبات الغد