ضفاف الأحد
المخالفات والناس
بقلم الأستاذ / محمد بن ربيع *
لو لم يكن على أديم الأرض سوى مخلوق واحد فسوف يحتاج ذلك المخلوق الى نظام يحدد علاقته بمن يحيط به في السماوات وفي الأرض، ولابد أن يكون ذلك النظام مكتوبا يسهل الرجوع إليه ويسهل التثبت منه عند الرغبة في تعديله، هذا والناس واحد ليس معه أحد، فما بالكم بآلاف مؤلفة من البشر؟ لذلك قال الشاعر: لا يصلح الناس فوضى.
لن أكون الوحيد الذي يقول شوارعنا فوضى، أو كانت كذلك حتى جاء ساهر، وحتى تناقل الناس أخبار نظام المخالفات الجديد، لكن الناقل كان ينقل أنظمة غير سعودية، من البحرين تارة ومن الأردن تارة أخرى، لأسباب لا أعرفها، لعل من بينها غياب المصدر الرسمي، غير أن حالة الغياب تلك قد انتهت بنشر بنود المخالفات على موقع وزارة الداخلية.
رغم نشر بنود المخالفات على موقع يرتاده المواطن بصفة دائمة، إلا أنه يحتاج لمزيد من الانتشار، يجب أن يصل النظام وكل تحديث يلحق به الى كل يد، في المساجد والمدارس والتقاطعات وعبر الشاشات، لأن في النظام حياة لأولي السيارات من، ولأن المخالفات سيترتب عليها دفع أموال ولابد للمواطن من معرفة المخالفات جيدا، ولأن النشر واسع الطيف سيقطع دابر الشائعات.
كم وصل إلينا من معلومات عن النظام، منها ما ثبت بطلانه، ومنها ما أثار حفيظة التهكم، ومنها ما أنزل ستائر من ظلمات حالت بيننا وبين نظام المرور، قال أحدهم أن وجود علبة منديل على الطبلون مخالفة، وقال أحدهم أن مضغ اللبان مخالفة، وقالوا غير ذلك، والصواب أن يستلم المواطن كتيبا يشرح تلك المخالفات ويعلّق لكل منّا خرصه في إذنه.
* كاتب ، وأديب سعودي