دعوة ثقافية لنجوم "الشو"
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
حدثني صديق من إحدى الدول العربية، ولنقترح له اسم رمزي فنفترض أنه "س" طالما نردد في أمثلتنا دائما "س من الناس" عموما هو أديب وكاتب أريب، قرأت له ثلاثة كتب نظرية حول الأدب، لكنه على الرغم من ذلك شخص مغمور لا يعنيه عدد المتابعين ولا يهمه عدد المشاهدات، إن همه الوحيد والأكبر هو رفعة الأدب والثقافة!
بالمناسبة هو أيضا غير وسيم، غالباً هو أشعث أغبر، لا يعتني كثيراً بذقنه ولا يهذبه، منظره غير ملفت لكنه حين يتحدث فإنه يجذب الأسماع والأنظار، يبهر العقول قبل الأبصار، لقلمه سحر عجيب، ولكلماته وقع غريب في النفس. المهم أن معرض الكتاب قد أُقيم في بلده "الخليجي" وكانت الدعوات التي وزعتها وزارة الإعلام هناك كثيرة جداً، لقد قدموا الدعوة "للقاصي والداني" أما هو وهو صاحب الشأن فقد جاء من بوابة الزوار!
سألته: هل توجعت من هذا التصرف؟
قال: في الحقيقة لقد تعودت على التهميش والإهمال، لكن ما أوجعني هو أن جُل الدعوات قُدمت لنجوم "الشو" عبر السناب وبقية مواقع التواصل، لم تُقدم للمثقفين والمعنيين بالأمر، وهذا أمر موجع، أن تصبح الثقافة هزيلة إلى هذا الحد الذي يجعلنا نسوق لها عبر نجوم لا أعرف ما هو المحتوى الذي قدموه حتى يشتعل الناس خلفهم، فيحولونهم إلى رموز ويتحول كل الناس إلى أتباع لهم، ولا أبرر ذلك إلا أن الناس لم يعد منهم من يأبه بأمر الثقافة إلا نزر قليل منهم!
لاحظ صمتي الغاضب فاستطرد:
هل أخبرك بما هو أشد؟
قطبت حاجبي وقلت:
هل هناك ما هو أشد نكرا؟
قال:
على هامش الفعاليات "تلقفت" وحضرت ندوة جذبني عنوانها، حضرتها بدون دعوة، فإذا بهم يناقشون عدة كتب حول عنوان الندوة ومن ضمنها كتاب لي...!
سألته:
ثم ماذا؟ أكمل؟
قال:
لم أكمل الندوة، حملت نفسي وخرجت!
كاتب صحافي وروائي