الحب والمتناقضات اللانهائية!
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
كتبت يوماً:
"الحب هو جملة من المتناقضات اللانهائية!"
لا أزعم انني قد قدمت تعريفا للحب بتلك المقولة، إنما أنا على يقين تام بأن الحب لا يخضع لتعريف، فكل التعريفات تنطبق على الحب، بمترادفاتها ومتناقضاتها، حتى التاريخ النظري الذي يقدم الافتراضات حول الأشياء من خلال تاريخ ممتد من التجارب لم يستطع أن يُعمم تجربة واحدة، فهو وإن تشابهت ظروفه إلا أن كل قصة تختلف عن الأخرى ولو بتفاصيل صغيرة!
لكن من ذا الذي يستطيع أن يجزم أنه واقع في الحب؟ وهل صحيح أن كل الناس يستطيعون أن يدركوا بأن فلانا من الناس واقع في الحب إلا هذا الفلان؟ في الحقيقة هذه حقيقة أخرى تثبت وتناقض نفسها، والأكيد أن هذا المسمى بالحب، سوف تظل الأسئلة اللانهائية تحوم حوله، والتفسيرات العشوائية تترصده إلى الأبد، فقلة من الناس هم الذين أدركوا أن الحب يعني روح متجددة وتجربة جديدة لا علاقة لها بالماضي ولا الحاضر ولا المستقبل!
شيئان فقط يمكن الاتفاق عليهما في الحب لا ثالث لهما، الأول هو أن الحب هو أساس كل الدوافع الإنسانية بما فيها الكراهية المؤدية إلى أفعال مؤذية، ولهذا تفسير يطول شرحه في هذا المقال القصير، والثاني أن الحب يمدنا بالطمأنينة والسلام، حتى وإن صاح فينا من يقول أنه معذب من الحب، وموتور قلق بسببه!
فالحب يهبط على الروح ويكنس ألغامها، يطهر القلوب من دنس الكراهية والبغضاء، ولست هنا أتحدث عن حالة الحب المحفورة في الذهن والمصورة بالعشق بين رجل وامرأة، بل أتحدث عن الحب الذي يسكن مشاعرنا ويحرك دوافعنا لننجز، كحب الأم والأب والأبناء بل وحب النفس.
ولأن هذا الحب غريب..
فمازالت الروايات تكتب حوله، والأساطير تُخلق في صورته، والكل يستنطق هذا الحب ويستكتبه، وهذا هو ما أشغلنا "الرغبة في تفسيره" فالعرب يحبون تفسير الأشياء وإلا فإنهم يظلون غير مطمئنين لشيء غريب!
وليتنا بدلا من الانشغال بتفسيره، نمارسه، لكان ذلك أجدى وأشد نفعا. فرغم غرابة الحب كحالة شعورية لها تأثيرات عجيبة، إلا أن ذاكرتنا العربية لا تنسى أبداً قصص الحب الأسطورية، ومنها قيس وليلى وجميل وبثينة وعنتر وعبلة وإلى مالا نهاية.
أخيراً أقول:
هيا إلى الحب!
* كاتب صحافي وروائي