[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] نصف امرأة [/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
اليوم ستكون وجهتي لأحد القضايا التي نشتهر بإعاقتنا الفكرية في التعامل معها وهي قضية المرأة المطلقة ..
من هي المطلقة ؟
هي طير لا نجاح له قصص جناحه كسور عاطفية ، تسببها الرجل ودفعت أجرتها المرأة ، الغريب بالأمر أن الأجرة ليست كأي أجرة تنتهي عند الدفع ، بل تتراكم لضرائب تتجمع على كتفها الضئيل ، لتستمر بدفع كل ما تحمل من قوة عقلية وقوة عاطفية في كل بقعة تلجأ لها وفي كل ملجأ يأويها ، بالطبع لا معيل لها سواها فقط ، فالمجتمع جردها من ملابس الاحتواء ، كل ما قدمه لها صكان : الأول بيعة كاملة لأنوثتها ، والآخر نظرات الاتهام .
ثم أطلقها للحياة ، لتنتظرها ذئاب بشرية وعقول مريضة تنفث أمراضها النفسية والعقلية عليها ، نظرة ربما سوداوية بعض الشيء ، لكن هذه صرخة كل مطلقة يرجع صداها لها ، ولمثيلاتها من النساء .
قابلت ذات يوم إحداهن ، أعجبني شموخها,، وقوتها ، وصلاحها العقلي ، واتزانها النفسي . فسألتها أنتِ مطلقة؟ أجابت بعزة نعم ، عاودت طرح سؤال آخر عليها ، وكيف هو الطلاق ؟ أجابت ، راحة نفسيه لعلاقة مصابة بمرض الموت فأعلن استئصال هذه العلاقة الحياة ، هو بداية لحكاية انتهت بخبرة أخرى جديدة ، هو قوة ، هو الوقت التي تخرج المرأة جميع أسلحتها لتنجح .
ترددت بطرح سؤال ثالث عليها ، فقوتها جعلتني أعجب بها كمطلقة ، قبل أن أعجب بها كامرأة ، شعرت بارتباكي ، فأشبعت فضولي باسترسالها في الكلام قالت : ينظرون لنا على أننا أنصاف بشر ، أنصاف نساء ، أيا كانت نظرة المجتمع ، لم أعيرها اهتمام ، بل قررت من يوم طلاقي أن أكتب حكاية جديدة ، لفتاة ولدت منذ ذاك اليوم ، ولأن المبادرة هي أول خطوات النجاح ، بادرت منذ تلك اللحظة أن أضع كلمتي أنا ، غير خاضعة لأي كلمة أخرى سواي ، هذه الكلمة هي " أنا امرأة كاملة " لا يزيدني الزواج ولن ينقصني الطلاق ، بل أنا من سأضيف لخبرتي السابقة خبرة جديدة و نجاح جديد و امرأة جديدة .
لوهلة سكنني الصمت كم تلك الفتاة رائعة ، تألمت بليل الألم فأصبحت مشعة بالأمل ، وجهت بوصلتها الشعورية من السلب إلى الإيجاب ، لم تجلس طويلا تبكي على الأطلال ، بل نهضت ، وكافحت ، وأنجزت ، وأثبتت جدارتها في تخطي ألمها النفسي .
جدا أعجبتني تلك الرائعة ، جعلتني أراجع كلمة نصف امرأة وأعيد صياغتها من جديد ، المطلقة ليست نصف امرأة ، المطلقة هي امرأة ونصف ، تحياتي لكل مطلقة جعلت حياتها أجمل بعد الطلاق .
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]