شاطئ الأمنيات
بقلم الأستاذة / منيرة العقل *
نرغب جميعا في ترك تلك القرية الصغيرة التي تسكننا رغم أنها مريحة وجميلة ونتطلع إلى عبور شاطىء الأمنيات حين نصل للمدينة نبحث عن كنوزها المخبأة بين تشعباتها ودهاليزها الصعبة .. أظن أن البعض كان يحتاج للكثير من الخرائط حتى يستدل على المكان الصحيح
البعض لم يكن يحتاج إلا لخريطة أو اثنتين لأنه ببساطة يتظاهر بالفهم أو أنه يعرف كيف يصل في مهمة البحث بطرق مختصرة ! .. من يجازف بحقيقة الكشف عن الطريقة أحمق بلا شك !
المهم أننا نختلف في طرق عبورنا .. الشعور بالسعادة حين ننجز شعور مذهل يجعلك تحلق في عالم بديع .. الاستمرار في التحليق متعب بحد ذاته تصل إلى الشعور بالوحدة .. ما تشعر به هو زخم الحياة تقفز بك بين أراضيها المنبسطة لتواصل الركض والركض فقط حتى أنك لا تلتفت للوراء تخشى التراجع وتمضي تسمع التصفيق والتشجيع يزيدك هذا حماسا وهمة لتواصل المسير حتى وأنت تلهث ليس مهما .. ! تعلمت في هذه الحياة أن التنافس مشروط على الجميع وأنك وقعت بيدك على مذكرة التضحيات !
هل يمكن القول أن شاطىء الأمنيات الهادىء يبدو عميقا في الواقع وأننا أحيانا نرغب في التنزه على الساحل أكثر من الغوص بعيدا .. هل ينتابنا شعور بالدوار حين تصطدم أحلامنا بالخوف من العبور والرغبة في التراجع .. هل نقسو على أنفسنا لأننا لم نعطها الفرصة للمغامرة والتجربة ..
.. أيمكن أن نوصف بالسلبية لأننا أردنا فقط التأمل واكتفينا من كل هذا الزخم لأننا توصلنا لحقيقة أن الحياة الجميلة هي في الراحة النفسية و في التصالح مع الحياة نفسها أيا كانت .. والحقيقة أننا نصل للقناعة بأن صخب المدينة يقتص من أعمارنا بعد أن نحقق أحلامنا على الواقع ! على الأرجح طموحاتنا الحقيقية تكمن في حياة هادئة وديعة ليس أكثر .
* كاتبة و تربوية