كُن منفرداً
بقلم الكاتبة / نوال المطيري *
يمضي المرء حياته محاولاً صقل شخصيته، والبحث عن سبل تطويرها وتنمية جوانب الإبداع بها، والسعي لرقي أفكارها، على سبيل المثال دخولنا : المدرسة ، الجامعة . كلها لتطويرنا نحو الأفضل . تقول نظرية المراحل الحياتية المتتابعة التي لاقت انتشاراً واسعاً على صعيد العلوم الطبيعية والاجتماعية على حد سواء، إن الإنسان يدخل كل حوالي سبع سنوات في مرحلة جديدة من مراحل تطور شخصيته ، لكن ماذا لو بُني هذا التطور على تبعية الآخرين؟! وتقليدهم بكل صغيرةً وكبيرة بدأً من طريقة تفكيرهم ونمط حياتهم ، وانتهاءً بأكلهم وشربهم وحتى لباسهم .
فحين تقوم بإتباع الأخر بكل ما يفعل ، ألم تستوقف نفسك وتسألها أين شخصك واختياراتك وقناعاتك ؟.
ففي الوقت الراهن أصبحت التبعية رائجة كثيراً في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ، ومحاولة تقليد هذا وذاك ، من مشاهير تلك المواقع ، في كل ما يفعلونه بل حتى ما يقومون بشرائه .
ولا ننسى الموضه و آخر صيحاتها، فمن البديهي جداً ليس كل مايكون رائجاً يناسب الجميع ، ومايناسبني ليس بالضرورة ان يناسب غيري، والعكس صحيح.
" فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"
إن استقلالية الذات وتفردها لاتأتي سوى من نضج الفكر والإنفتاح الذهني، فنحن خُلقنا جميعاً مختلفين، والدليل اننا لانملك بصمات الأصابع ذاتها.
احرص دائماً على إختيار مايناسب ذاتك وخذ من كل بحراً قطره وضع لمستك الخاصة عليه و حاول بناء شخصيتك بعيداً عن تبعية الشخوص، وكن أنت النسخة الوحيدة منك في هذا العالم ولاتكن؛ مستنخساً من آخر.
أقرأ. فالقراءة تجعل العقل أكثر وعياً، وحاول تثقيف نفسك حينها ستدرك مدى سذاجة إتباعك للغير، وانه لا أجمل من إستقلاليتك بفكرك وقناعاتك، وتفردك أكثر بنفسك وتذكر بأن العالم مليئاً بالنسخ فلا تكن أنت العدد المضاف لها.
* كاتبة ، عضوه في رابطة كاتبات الغد.