الخفجي لم تعد صغيرة (سحر الشرق)
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي *
رأس الخفجي أو كما يحلو للجميع تسميتها بالخفجي عندما اختارتها إدارة شركة الزيت العربية المحدودة بالخمسينات الميلادي مقراً لإدارتها لتكون انطلاق لعملياتها في المياه المغمورة الواقعة في حدود المنطقة المقسومة المحايدة التي تبدأ شمالاً من منطقة الجليعة حتى غرب الوفرة وصولاً لمثلث المنطقة عند عين العبد امتداد لجهة العمودة فكانت ساعتها الخفجي مجرد منطقة ساحلية تغطيها الكثبان الرملية وخاصة الرمل الأبيض (الكدش) الذي استخدمه فيما بعد الأهالي للدفان تحت منازلهم قبل البناء حيث يساهم بعزل الماء كون طبيعة أغلب أجزاء المدينة هي من السبخ وقد أشار القاضي عبدالرحمن الحسن رحمه الله أن كلمة الخفجي جاءت من الخفق أي الأرض طرية الملمس ومع لهجة أهل المنطقة جاءت كلمة الخفجي ، فبعد اختيارها كمقر كان لابد من وجود عوائل الموظفين مما أدى إلي إنشاء مساكن سواء أحياء انشأتها الشركة أو صنادق من الخشب والشينكو قام بتشييدها المواطنين لجلب عائلاتهم .
وتطورت الخفجي يوما بعد يوم خاصة عندما تم نقل الإمارة والجهات الحكومية الأخرى من ميناء سعود ومن أبرق الكبريت إلي الخفجي وقيام الصندوق العقاري بمنح القروض وتوزيع المخططات وزادت اتساع رقعة المدينة وتعددت المخططات وتجاوز عدد سكانها المائة ألف مواطن أو يزيد عن ذلك فأصبحت من المدن التي يشار لها بالتميز بالمنطقة ، اذكر أثناء عملي محرر بصحيفة اليوم كان هناك وفد إعلامي مرافق بأحد الزيارات لمسؤولي المنطقة قال لي أحدهم ( كنت أتوقع الخفجي منفذ وبيتين) باستغراب كان يحدثني مندهش لما وصلت له الخفجي من تطور وازدهار وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ولاة الأمر بهذا البلد الذين يولون جل اهتمامهم بتطوير جميع مدن ومحافظات المملكة ، ولكن هل فعلاً كبرت الخفجي ولم تعد صغيرة كما يراه البعض أم أن الحظ بوجودها كمنفذ حدودي جعل من بعيد عنها لا يراها سوى منفذ حدودي صغير ، أم أن الإعلام لم يخدمها لتظهر على واقعها ويعلم الجميع أنها لم تعد صغيرة وبحاجة إلي مايكمل جمالها من بعض الخدمات التي لازالت تحلم بها من أهمها المطار وكذلك فتح فروع لجميع الجهات الحكومية وجامعة لأبنائها ومنشأه رياضية وفتح المشاريع الاستثمارية بها فلديها أجمل ساحل بالمنطقة وخور مميز يعد الثاني على مستوى الخليج بعد خور دبي وزيادة على هذا للخفجي سحر خاص يجعل من زارها يتعلق بها ويعود لها عاشق فهي مدينة الزهور ومن حبي لها يحق لي تسميتها بسحر الشرق.
* رئيس تحرير صحيفة الرائدية