نحو الباحة الممتدة
بقلم الأديب / محمد بن ربيع الغامدي
الباحة واحدة من الامارات الثلاث عشرة التي تُشَكِلُ التكوين الإداري للمملكة العربية السعودية، تقع ديارها على حِداب من السراة تمتد على غير تحقيق من جبل إبراهيم شمالا (في إمارة مكة المكرمة) إلى جبل أثرب جنوبا (في إمارة الباحة) بجناحين يمتد أحدهما في تهامة غربا، والثاني في إقليم الحرات الشرقية شرقا، ورغم هذا الامتداد فإنها أصغر الامارات مساحة، ومن حيث عدد السكان فإنها تأتي في الترتيب قبل الأخير، متقدمة عن إمارة الحدود الشمالية بتسعين ألفا.
هذه المساحة الصغيرة وإن أعطتها نصيبا لا بأس به من التنوع التضاريسي والمناخي والنباتي، إلا أنها قد حالت بينها وبين الاطلالة البحرية بكيلات قليلة، كما حالت بينها وبين المزيد من التنوع القبلي، لإن الغالب على سكانها قبيلتان، وقل ثلاث قبائل لمن اعتبر بني عمر قبيلة بذاتها ليست من غامد وليست من زهران.
لو امتدت حدود إمارة الباحة بضع كيلات نحو البحر الأحمر غربا لأصبحت القنفذة (غادة قنونى) واجهة بحرية لها، ومكونا رئيسا فيها كما كانت قبل قرن من الزمان، ولأضاف ذلك مزيدا من التنوع الطبيعي والقبلي، وأعتقد أن هذه الفكرة كانت مطروحة تنال رضا الناس، ولو امتدت أيضا نحو الشرق ونحو الشمال لأولد لنا ذلك إمارة بها من التنوع البشري والطبيعي ما يجعلها أكثر اضطراما بالناس والحياة والله المستعان.