رمضان غيّر
بقلم الاخصائية النفسية / خلود مفلح الحارثي*
تتوق النفس للقائه بالحُب والسلام ، تتبعثر في قدومه النزاعات والخلافات وكأنه ينفث في قلوب المسلمين الرضا والصفح ، ويوّحد صفهم في مشاهد عظيمة من التكافل والبر بأنواعه. ضيف عزيز علينا يفرض روحانيته واحترامها. لأن المولى تكفل بالجزاء العظيم فيه. يبتدئ يومنا فيه بصيّام وينتهي بقيّام ، و هو وقت كفيل بتدريبك على الكثير من الأمور التي تود تغييرها في نفسك وحياتك. استغل واستثمر اوقاته جيداً ، روّض جماح نفسك وهذّب عقلك وفكرك ، واجعل لك من لحظاته تأمل وعظه. اصنع منه برنامج تربوي لنفسك ولمن حولك.
لا تنسى أن ترطب لسانك بذكر الله و تلاوة القرآن فيه بكثره. واحرص على أن تتدبر الآيات وصولاً لختامها. بادر إلى عمل الخير من افطار صائم ، صدقه ، صلة رحم... .
افعل ما يحث على الخيرات وتسابق عليها. جميعنا بحاجة لندعو الله أن يوفقنا قيّامه باحتساب وايمان صادق منا وخالص لوجهه الكريم، وأن لا يخرج منا رمضان إلا بفوزنا العظيم فيه ، وأن يرزقنا الله القبول في ليلة القدر و صالح اعمالنا فيه، لذا علينا أن نتغير للأحسن. فهو فرصة للتخلي عن السيء من الأفعال والأقوال والتعود على احسنها.
ساعد نفسك على تخصيص وقت بينك وبين ربك للمناجاة فالمستحيلات مفتاح أبوابها الدعاء. لا تبخل على نفسك بوقت يفيد دنياك وآخرتك. اغتنم الفرص ، وخير الفرص بنظري هو شهر رمضان لأن جميع ما حولك يتحول لروح من السلام تتجلى صور التعاون و المشاركة و الطمأنينة فيه ، وتلك بيئة تحفزك على أن تبادر بالخير لنفسك وتعمل جاهداً على أن تكون أفضل قول وفعل. وتتحلى بأخلاق المحسنين ، وترى صورتك المحببة لذاتك أمامك مشرقه وتسعد لتتمسك بها ،لتحافظ عليها بقية حياتك وتجعل من كل رمضان بعمرك فرصة تعلم جديدة بالتنظيم والتطبيق والتغيير الايجابي لينعكس ذلك الأثر الطيب بحياتك وحياة الآخرين.