[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] هل أنت في عالمك أم أنت في عالم الأشياء؟[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
لماذا تتأثر بمشكلة أحدهم، كأنها مشكلتك أنت؟ لماذا تقرأ كتابا، فتجد نفسك تعيش أحداثه، وكأنها واقعك أنت؟ ولماذا ترى مسلسلا أو فيلما، فتعيش أحداثه في حياتك الشخصية؟ أو على صعيد علاقتنا بالكون.. لماذا تتضايق من الغيم؟ وتشعر بالاكتئاب من المطر؟ لماذا تشعر بأن الشمس تزعجك؟
وتجد أن هناك آخرين الشمس مصدر راحة لهم؟
لماذا التفاوت بين الشعورين، إن كانت الشمس واحدة، والسماء واحدة؟
الاستفهامات هي مثيرات التفكير، وهي التي تبعثر الاتزان النفسي والعقلي.. ليبدأ بتنظيم ديناميكية أدائه، وتنظيف شوائب مخلفات التشتت الحياتي.. وهي مرحلة تحدث لنا، عندما نفقد السيطرة الواعية، لاستحضار الوعي وقوة الآن، فتكون القيادة للاواعي..
وكما نعلم، أن هناك فرقا بين الوعي النفسي للذات، والوعي النفسي للآخرين.. الأول استقرار ذات، والآخر متغير وفق مزاج الآخرين وطقوسهم..
كل ذلك، والسبب أن القيادة ليست معك، بل مع من تعيش عالمهم الخاص.. المذنب الوحيد في هذا كله أنت.. أنت من أهديتهم رخصة قيادة سيارة حياتك ليأخذوك.. للوجهة التي يحبون، وفي الوقت الذي يناسبهم، وفي الحالة التي يفضلون أن يكونوا بها.
انتبه!
كلمة تحتاجها في هذه اللحظة، حتى تستيقظ من إدارة لا واعية، تقودك للهلاك.. وتعود لإدارة الوعي، الذي سيجعلك تدرك ماذا تريد؟ وماذا ستحقق؟ وماذا تطمح؟.. وهذا هو السر الذي يحذو حذوه الناجحون من دون غيرهم.. ولأن طرح المشكلة وإفلات زمام الحلول، هو مرض العصر الآن.. سأضع لك حلولا لهذه المشكلة التي يعانيها الجميع.. إليك الدواء القصصي هذا.. تابعت الكثير من مسلسلات الخيانات الزوجية.. إذن تكوَّنت فكرة الخيانات وصورها الذهنية في عقلك.. وعندما تتكوَّن الأفكار يُدار العقل على أساسها، ويستجيب الجسم لأوامرها.. كل ذلك يحدث تفصيليا داخلك، من دون أن تعلم، فالمثير لم يأتِ بعد..
تزوجت فتاة رائعة تحبك وتحبها وعشت حياة سليمة، فكريا ونفسيا.. بعد فترة تجد هجوما نفسيا من أعماقك يرفض هذا النمط الحياتي، فهو غير متوافق مع الصور الذهنية المخزنة.. فتبدأ بتطبيق لاواعٍ لكل الصور التي عشتها، وكل المشاهد التي تابعتها، فتتحول حياتك بقيادتك أنت ومن دون وعي منك للهلاك.. كيف تحل هذه المشكلة؟.. هي فصل عالمك عن عالم الأشياء حولك.. أي ركّز على مشاعرك، وراقب تفاصيل حياتك، لتصلح الخلل الفكري بها.. الخطوة الأولى، ترجم حالتك الواقعية بوعي نفسي حقيقي، أي في المثال السابق الترجمة تكون «أنت سعيد وحياتك مستقرة، لأن أفكارك من أحاسيس صادقة خلقت لك أفكارا، تجسدت إلى واقع».
أما المسلسلات والصور الخارجية في تلك العوالم، فما هي إلا صور لحظية، لا تدخلها العقل أبدا، بل تخلص منها، بمجرد رؤيتها، فهي كسموم، تسعى للتمركز بأعماقك، ثم سترى نفسك بدأت بإدارة الأفكار، نفسيا وذهنيا.. وتخلصت من صورها المخزنة في جعبتك.. ويكون ذلك بشكله الصحيح، بالتأمل العميق الذي يتم من خلاله فصل المدخلات غير المرتبطة بعالمك، وبين واقعك، الذي هو مدخلاتك الحقيقية.. بيتك الذي بنيته في ذهنك، والذي ستعيشه بعد ذلك.. وبممارسة التركيز، والانتباه على الوعي.. ازرع صورا ذهنية إيجابية توازي الصور السلبية الموجودة بداخلك، ستجد أن اللاواعي استجاب للتغيير الجذري للأفكار.. فتتخلص منها نهائيا.. ثم ستجد نفسك في عالمك الحقيقي حرا نفسيا، لا سجينا في عالم الأشياء، ولا متأثرا بشيء.. سافر لبلورات ذاتك .
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]