أكله جلق !!!!
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي
دائماً حكايات التراث العربي لها نكتها الجميلة وتحمل بين طياتها الكثير من الحكم وربما تصنف بعض هذه الحكايات بالنقد الأدبي ، وهذه حكاية لم أقرئها بكتاب بل سمعتها من أحد الاصدقاء يردد كلمة أكلة جلق عند فقدان الشيء وشدني تطفلي لأن اعرف معنى هذه الكلمة خاصة أنه يبدو أنها كلمة غير عربية وفعلا قال هي كلمة كردية لأسم الديك الرومي وأردف صاحبي يسرد لي القصة أنه كان هناك رجل عربي له صديق كردي وكان العربي يتاجر بحبوب القمح وفي يوم أشترى أكياس حبوب أكثر مما يشتري دائما ولم تكن دوابه تستطيع حملها مما حدا به أن يترك عند صاحبه الكردي نصف هذه الأكياس ليعود لأخذها ، وعندما عاد وجد أكياس القمح لم يتبقى الا القليل بالأكياس وكان صاحبه الكردي يربي طائر الديك الرومي ( جلق) وعندما سأله صاحبه عن القمح أين ذهب قال أكله جلق وصارت مثل عندما تضيع حاجة عند شخص ويفقدها يقول أكله جلق، وهو عذر غير مقنع ولكن يبحث عن من يرمي عليه أهماله وعدم تحمله المسؤولية الموكله له مما أدى لفقدانه أمانته
وهكذا حال بعض الشباب الذي يقوم بفتح مشروع تجاري ويوكل العمل الي عماله وافده وهو بعيد عنهم فصاحب الحلال يختلف أختلاف كثير عن العامل فبعض العماله همها رواتبها فقط سواء باع او لم يبيع حتى وان كان محل ثقة فهو لايعطي مثل صاحب المال ولذا نجد أغلب المحلات التي يشرف اصحابها على اعمالهم بنفسهم تجارتهم رابحه من فضل الله وقالو قبل (حلال تؤمنه بعه )ومن لايستطيع ان يتابع عمله فالأفضل له أن لايدخل هذا المجال بل أن البعض للأسف يلجأ الي تأجير المحل على العماله وهي أخر الحلول التي يلجأ اليها بهدف تعويض خسارته مما يسبب العديد من الاضرار على الاقتصاد وكذلك التحايل الذي يلجأ له البعض منهم من أجل المكسب المادي السريع وعلى سبيل المثال ظاهرة الغش التجاري التي تحدث عنها الأعلام بقيام مفتشي وزارة التجارة الله يعطيهم العافية من ضبط مستودعات تغش ببعض المنتجات وتعديل تواريخ الصلاحية وتقليد العديد من البضائع مما يضع صاحب الحلال امام طائلة القانون من غرامات وسجن وسحب سجلاته التجارية ومنعه من مزاولة الاعمال الحره والعامل بالاول والاخير يغادر لبلدة بتذكرة من الكفيل الذي كان يتقاضى راتبه منهم وهو يردد (أكله جلق)
* رئيس تحرير صحيفة الرائدية