كيف يجعلك الزواج أكثر راحةً واستقراراً ؟
بقلم الكاتبة / خلود المري *
يظن الكثير من الأشخاص أن الزواج حل سحري لكل مشاكلهم، لكنهم يفاجئون بالكثير من المشاكل بعده، في هذا المقال سأطلعكم كيف تحصلون على الاستقرار بعد الزواج في عدة خطوات.
الكثير من الناس يصفون الزواج بأنه مشروح فاشل، ولا يتحدثون عنه بالصورة الجيدة . بل تجدهم يتحدثون بكلام يشيع الندم بأنهم تزوجوا، والذي يجبرهم على أن يكملوا حياتهم الزوجية، هو الواجب والشعور بالمسئولية ليس إلا، ولو ذكر هذا الموضوع أمامهم يضحكون بسخرية ويصفون المتكلم أنه متفائل ولا يعلم عن الحقيقة شيء. ولكن وبالرغم من كل هذا يجب علينا جميعًا أن نفهم أن الزواج هو ليس مجرد مشروع، بل هو حياة متكاملة ومتبادلة مع شخص آخر تختار أنت بنفسك أن تعيشها برضى وتحمل مسئولية طوال العمر. وما سأتكلم عنه الآن هو أن الراحة والاستقرار بعد الزواج حقيقة فلا تجعل أحد يشوه لك هذه الحقيقة. فليس ذنبك أن تأخذ الخبرات السيئة للناس منهجًا في حياتك، فالحقيقة أن الزواج مبهج، ولكن للذين يتزوجون عن فهم ونضوج وقبول وحب.الأمر بسيط جدًا لو ارتبطت بالشخص المناسب فزواجك سيكون سعيد ولذلك في هذا المقال لا نوجه الكلام لهؤلاء السلبيين أو النادمين على اختيارهم لشريك حياتهم بل نتكلم للذين قرروا أن يتزوجوا عن محبة ورغبة حقيقية وناضجة.
مرحلة التخلص من الضغوطات هي أول مراحل الراحة بعد الزواج دون شك . وتأتي بعدها مرحلة ضغط المشاعر والناس ، أحيانًا يشعر الشباب والشابات بنوع من أنواع الضغط عند وصولهم إلى عمر معين حيث يبدأ المجتمع من حولهم، يستفهم عن عدم زواجهم لحد هذا العمر المتأخر. ومن ثم يتحدثون بكلام سيء، مثل أن فلان تزوج وأنجب وأنت لم تفعل شيء حتى الآن. ومن هنا ينتج شعور أنك لست طبيعي وهذا في حد ذاته شعور سيء جداً يضع على الشباب ضغطًا كبيرًا. ومن هنا وبعدما يجد كل واحد منهم الشريك المناسب ويتزوج يشعر أخيراً بالتحرر من كل الضغوط ويشعر بقيمة الراحة بعد الزواج من كلام الآخرين والحكم عليهم باستمرار. بل ويتحول الأمر للتفاخر بالشريك الذي جاء ليرد على كل الضغوطات التي سببها لك الآخرين من قبل. يأتي بعد ذلك الاستقرار وهي كلمة شاملة وكبيرة ولكن هنا سأجيزها لكم حتى تفهمون قيمة الاستقرار الحقيقية . فالرجل أو المرأة قبل الزواج، دائماً يكونان غير مستقران، لأنه من داخله يعلم أنه سيأتي يوم ويعيش مع شخص آخر ، لا يعلم هل سيتفق معه أم لا وكيف سيكون هذا الشخص ووو ..الخ ، ولكن استقرار الزوج يكون أكثر بعد الزواج من المرأة حيث أن وجود المرأة في حياة الرجل تعني الاستقرار الذي يسبب الراحة بعد الزواج .
أيضاً إذا كان الطرف الآخر شخص متفهم لشخصيتك ، مُحب ، ودود ، مرح ، يتجنب انتقادك دائماً ، يراك كل شيء بالنسبة له ، يلجأ إليك في كل أموره ، مراعياً لذاتك المستقلة مع محاولة التكيف مع شخصيتك من أجل استمرار الزواج والحب بينكما ، يفعل ماذا تُحب ويبتعد عمّا تكره من أجلك أولاً .
وأخيراً الشعور بالاستقلال عن الأهل قد يكون هذا الشعور في البداية مربك لأن الطرفين لم يعتادا أن يعيشان معًا، بل ولم يعتادا العيش مستقلين عن أهليهم مما سيجعل كلٌ منهم يشعر بشيء غريب . ولكن الحقيقة هي أن هذا الشعور يزول سريعًا، ويتكيف الزوجان المحبان معًا، ثم يكتشفان أن العيش بقرب بعضهما البعض أفضل بكثير .
* كاتبة