أمي تريدنا كالملائكة
بقلم الكاتبة / منى علي فارس *
كل أم تدمع عينيها لفقد أبنائها ..
تعد الدقائق لتراهم ..
تفرح بإتصال وسؤال عابر من أحدهم ..
تشتري الهدايا وتقلبها من حين إلى آخر .. تنتظر رؤية الفرح في أعينهم بها ..
تتمنى لهم الأماني .. وترسل لهم الدعوات لرب السماء ..
واثقة بأنها أم دعواتها مستجابه لا ترد أبدا ..
تلجأ إلى فراشها بعد يوم متعب ..
يتخلله العناء والمرض ..
تشعر بنعاس شديد ..
سرعان ما يرحل ذلك النعاس ، فقط لأنها تشتاق لرؤية أولئك الذين تنتظرهم ..
وتفكر بكل منهم على حده ..
يالله احمهم واحفظهم لي يا رب ..
يا رب استودعتك ابني وابنتي .. وابنتي وابني .. وحفيدتي وحفيدي .. و .. و .. و .. وما أنت يالله أعلم به مني ..
قبل الفجر بدقائق تنام ودمعها الطاهر لازال يسيل ..
وهكذاحالها في كل يوم إلى أن نلتقي جميعنا في بيتها ..
أين ذهب الترتيب والهدوء ؟
الفوضى عمت المكان .. نتحدث ونضحك بصخب .. نهمل المشط .. ولا نهتم بمظهرنا ..
ملابسنا .. اجهزتنا .. أغراضنا .. لا تعرف الأرفف ..
وكأننا لا نعرف الراحة إلا في الإهمال ..
تصرخ وتطلب منا الانتظام ظنا منها أننا بالنظام سنصبح أجمل ..
أيتها الغالية ..
كفانا انتظاما وقت البعد ..
سرعان ماتنتهي تلك الأيام الجميلة ..
تناديها قبلنا أرجوك لا تذهبي ..
لا تريد الفوضاء ..
ولكنها تريد ان تسمع ضحكاتنا المتواصلة وصراخنا المزعج .. وسهرنا الكثير .. ونومنا المتقطع ..
أمي ..
أثق بأننا لسنا ملائكة .. ونحن حقا بعينيك ملائكة
* كاتبة
11 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓