قوة التخطيط الشخصي النافع
بقلم المستشار / يوسف بن أحمد النجاشي*
في بداية كل عام هجري وميلادي يكثر طالبي المساعدة في كتابة الخطة الشخصية فتتنوع أهدافهم وأدوارهم وطموحاتهم، وفي بداية كل جلسة من جلسات التخطيط الشخصي أعطيهم قصة شجرة البامبو العجيبة..
المزارع الصيني لديه مزرعة كبيرة جداً يزرعها هو وأبناؤه وأقاربه بأشجار البامبو، حينها أسأل سؤالاً كم تتوقع طول الشجرة في الأربعة الأعوام الأولى فتأتيني الاجابات متراً أو مترين أو خمسة وهكذا ، وأقول له بل شبراً ، وبعدها أسال عن طولها في العام الخامس، فتأتيني الإجابات شبرين أو ثلاثة أشبار وهكذا، والمفاجأة أن الشجرة أصبحت 18 متراً..
كذلك أنت و أنتِ في مسيرتكم المهنية أو الشخصية أو الاجتماعية أو المالية ، عام مضى وآخر آت وهكذا تمضي السنوات في نظركم قليلة الأثر أو لا تستحق الذكر!
ولكن بإتقان طقوس التخطيط الشخصي سيكون الأثر أكبر، وفرصة الإنجاز أكثر، وفيما يلي أبرز الطقوس التي أتبعها وأنصح بها من يستشير في طريق تحقيق التخطيط الشخصي النافع:
- التخطيط الشخصي إما إدخال أمر جديد "عادة إيجابية" في حياتك أو إلغاء "عادة سلبية" أو الاستمرار في تحسين وتطوير "عادة إيجابية".
- قبل أن تضع أهدافك وترسم طموحاتك مهم أن تتعرف على ذاتك وتكتشف مواهبك لتضع أهدافاً تتوائم مع رغباتك الحقيقة.
- قيامك بتحديد الشخصية سيمكنك من التعرف على شخصيتك بالتفصيل، نقاط قوتك ومواهبك.
- قم بعمل مقياس تحليل الشخصية ومقياس المواهب ومقياس الميول المهنية لديك مع مرشدك ومستشارك.
- كن ذا رؤية مستقبلية: ماهي رؤيتك القادمة (الحلم الجميل) والهدف الكبير والقمة التي تريد أن تصل إليها.. هذا سؤال مهم يجب أن تسأله نفسك، وتفكر فيه كثيراً.
- الهدف الرئيسي رؤيتك (الحلم الجميل) الذي تسعى لتحقيقه، يجب أن يصبح هو حياتك، وليس أمراً ثانوياً تعمل عليه في وقت فراغك.
- تخيل دوما النجاح لأنه سيكونُ من السهل اتباعه، فكما يقومُ المُهندسون برسم الجسر قبلَ بنائه على الشخص رسم نجاحه وتخيُّله قبلَ تطبيقه .
- الرؤية الواضحة للمستقبل تحفز الإنسان على المضي قدماً لتحقيق الأهداف.
- الشهادات وحدها لا تكفي فالعالم مليء بالمتعلمين الفاشلين.. والموهبة كذلك لا تكفي فكم من الموهوبين وكم من أصحاب الشهادات فشلوا في أن يكون لهم موطئ قدم في دنيا العظماء، وما أكثر الأشخاص الفاشلين الذين يمتلكون مواهب نادرة.
- لربما بدأت من الصفر، أو ربما تحت الصفر، الطموح والإصرار سيجعلك ضمن قادة التغيير والتطوير المؤثرين.
- حدد أهدافك الأساسية في جميع جوانب حياتك الأساسية.
- عند صياغة الأهداف ( ركز جهودك على ما تريد.. لا على ما لا تريد ..).
- اجعل الأهداف الأساسية الكبيرة محاطة بأهدافٍ متنوعة أخرى تكسبها صفة الاستمرارية، وتدعم تطورها.
- وزع أهدافك على مواسم العام، الوقت المناسب مهم لتحقيق الهدف في كل موسم .
- اعرف كيف تحقق هدفك ووظّف كل طاقتك ومواهبك ومهاراتك وعلاقاتك إلى أقصى درجة ممكنة.
- تعرف على (قاعدة باريتو) مفادها أنه يمكنك أن تكون فعالاً بنسبة 80% إذا أنجزت 20% من الأهداف التي ترسمها لنفسك.. فلو كانت لديك قائمة يومية بخمسة أهداف، فإن هذا يعني أن من الممكن أن تكون فعالاً بنسبة 80% إذا أنجزت أهم هدف واحد منها فقط.
- الفكرة الرئيسة هنا هي أن الشخص يمكن أن يكون فعالاً وذا كفاءة عالية إذا ركز على الأهداف الأكثر أهمية أولاً.
- احتفظ بأهدافك لنفسك ولمن يشاركك الهدف فقط ! تحاشيا للحاسدين والمحبطين والمثبطين، عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" رواه الطبراني وصححه الألباني.
- قد يكون من المفيد الاستفادة من مرشدك أو من يحب لك الخير، افصح لهم عن أهدافك واطلب منهم مساعدتك على تحقيق هدفك.
- اعرف من هم الأشخاص الذين يشجعونك أو لديهم أهدافاً تشبه أهدافك.
- ابحث عن أشباهك واستفد من تجارب الآخرين فالحكمة ضالّة المؤمن إن وجدها فهو أحق الناس بها.
يقول الشاعر: تشبّه بالرجال إن لم تكن *** مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
- لا تهتم كثيرا بآراء الناس فيك إلا للضرورة .
- ضع مع مرشدك مؤشرات لإنجاز المهام والإنجازات التي قمت بتحقيقها خلال العام.
- المتابعة مع مرشدك والحصول على التغذية الراجعة، لأن مراجعة الخطة، والتقييم، والتصحيح عمليات يجب عدم إغفالها.
- ضع خطة تنفيذية قابلة للتطبيق: استشر مرشدك أو من تثق به، كي لا تتحول أهدافك وتطلعاتك إلى مجرد أمنيات، لابد لك من وضع خطة رصينة تحدد الأساليب والوسائل العلمية والعملية.
- استخدم صفات الأهداف الذكية كصياغة الهدف وتحديده بوضوح ، وكيفية تحقيقه؟ ومن سيساعدك على تحقيقه؟ وأين ستعمل على تحقيقه؟، وقياس درجة الإنجاز، وإمكانية تحقيقه، ومعرفة قدراتك الخاصة، وعلاقة كل ذلك بهدفك الرئيسي أو أحد الأهداف المؤدية له، وأن يكون ضمن إطار زمني.
- استفد من كل محنة تواجهك أو فشل يعتريك.. ابحث عن الأمل الباقي والذي يحفزك إلى تحقيق المزيد، وصوّب التركيز نحو الهدف وابتعد عن اختلاق الأعذار .
- كل شخص يولد ولديه قوة طبيعية لأن يكون المسيطر على حياته، وليس ضحية للمواقف والأخطاء.
- ابتعد عن سارقي الايجابية: من يجيد ثقافة الشكوى، فما أن يصيبه مكروه أو شيء لا يتمناه حتى يبدأ في إلقاء اللوم على من حوله..
- القراءة المتخصصة في مواهبك التي اكتشفتها مع مرشدك، لتطويرها وتنميتها.
- احذر من استعجال ثمرة العمل والنتائج.. البامبو خير شاهد.. فالزارع كان صبورا مدة من الزمن.. داوم على العمل والرعاية فكان له ما أرد..
وإذا كان الزارع يتعب نفسه في الحرث والبذر أملاً بيوم الحصاد، فإن الدنيا مزرعة الآخرة، فازرعوا فيها من الصالحات ما تلقونه يوم الحساب.
الله يجعل أيامي وأيامكم في طاعة الرحمن. آمين
* مستشار في مكتب أبعاد المواهب للاستشارات – مستشار ومدرب في تطوير المواهب والمهارات
5 pings