لستُ عنصرياً
بقلم الكاتبة / وجدان الكثيري *
نردد باستمرار لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى ، وكل يوم على النقيض نسأل فلان ما أصله؟
فلان أسود ليس به عروق العروبة فلان ليس عربي الأصل إنما لهُ جذور تمتد لأفريقيا ، لماذا هذا التناقض ؟ ولماذا العنصرية؟ العنصرية مرض لا يصيب بشرة الانسان أو شكله بل يصيب العقل البشري و يهشمه ويتمكن منه .
كلما أرادوا أصحاب العقول الراقية المتقدمة محاربة هذه الظاهرة قالوا( احنا مو عنصريين الاجانب هم أصحابها ) !
لو نلاحظ نحن أصحاب العنصرية ليس هم ، نادراً جداً نرى رجلاً أبيض اللون متزوج أنثى صاحبة بشرة سمراء ! و إذا تجرئ رجل على فعل ذلك حاربه مجتمعه و أهليته وينظر لهم الناس بنظرة غريبة وكأنهم يقولون له لماذا تزوجتها؟
وعند الغرب ترى اغلب أصحاب البشرة السمراء متزوجات رجالاً ليس من أعراقهم و ألوانهم ، نحن من يزرع و يغذي هذه العنصرية ونحن لا نلاحظ انفسنا !
و العنصرية لاتقف على لون وشكل بل ايضاً على ذكر و أنثى أصبح هذا الزمن يتفاخر الأب بكثرة أولاده الذكور
ويتباهى بهم و يخجل الأخر من كثرة الإناث ببيته وقلة الذكور به و نسو قول رسول الله : لا يَكُونُ لأَحَدِكُمْ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
نحن نعود لعصر الجاهلية لماذا لا نتقدم بالعقل و الفكر ؟ لماذا لا نقول رضينا بأمر الله والخيرة فيما اختارها الله؟ لماذا دائماً نعترض على ما أصابنا الله به سواء خير أو شر ؟ إلى متى سنضل أمه ضحك من جهلها الأمم .
الكل يؤيد و يوقن بأن الله هو وحده يستطيع خلق و تشكيل الانسان بحسب إرادته لماذا لا نرضى ؟ لماذا نتمنى بأن نصبح من أفضل العوائل الغنية و نريد أن نكون فائقي الجمال ؟كل تفكيرنا محدود على هذه الأشياء الدنيوية ، وكأن حسبي وجمالي سيدخلني الجنة فوالله لو تمنيت أن تكون من القائمين المصليين الصائمين و المستغفرين خير لك من العنصرية و أهلها .
* كاتبة