بلا وطن
بقلم الكاتبة / نوال الرشيدي *
أنا هُنا ... أسكِن بلا وطن
فوطني مدينة عائمة .... تطفو أعلى بحر كبير
لا حدود له .
وطن لا يجيد العوم ... لا مطار له
ممنوعٌ من الوصول .
مدينتي هادئةٌ جداً ... صمتها موحش أغفو
بين جنباتها .... أتكأ قطعة مُتخشبة تماماً
كجسدي ..... ألتحفُ غطاء هش لا يُدفئني
سكون الليل في تلك المدينة العائمة ....
يُخيفني .... فأبحث بين إمتدادات الأُفق
وبين السكون ... عن حورية تناجيني
تسمع صدى خوفي وبعثرتي ....
تنقذني من الجنون ... هنا أعلى ذلك الوطن
الجاثم فوق صدري ....
تستشعر أناملي حرارة كوب من القهوة ...
ينقلني إلى عالم آخر ... أكثر اماناً شيئاً
ما ينتشلني من ألمي .
أسترق النظر إلى الأُفق .... ضوء القمر
يشقُ وطني إلى شطرين .. يحاول أن
يقطع مدى هذا الليل الطويل في ذاكرتي
وأبقى بإنتظار النور .... أترقب السماء
املاً قادماً مع كومة ذهبية ...
وطيور بيضاء .... ترفرف من جديد
تطير فوق وطني .....تبتسم لي
تهمس لي بقرب وصولي ....
وطني مِحبرة .... وأنامل زرقاء وحروف مبتورة ....
وطني وطن القصاصات والأوراق ... ورواية
بها أبطال حقيقيون .... وأبقى أنا في كل مرة
قصة كفاح إسطورية ....
وأبقى تماماً كوطني .... وطن بلا مطارات
ممنوع من الوصول