خلف حدود المستحيل الكاتبة
بقلم الكاتبة / نوال الرشيدي
سأبقى هُناك .... بعيداً خلف حدود المستحيل .أبتسم لعالماً يغمرني بالحب
أعود بذاكرتي ... وأتذكر الراحلين
وأعدد من كان يستحق عالقاً في ذاكرتي
رغم السنوات البعيدة الماضية..
وأُحاول أن أدير ظهري ... بقوة أُمزق
الأوراق الماضية ...أحبس شِفاهي عن التعبير .... وأُمنع نظراتي السارحة عن التحليق .. والرحيل إلى تلك الدموع المُلطخة بالدم ... فالمسافات بعيدةٌ جداً وعلى أن أُغمض عيناي لأستريح
علمت وانا هُنا ... أعلى تلك الزاوية ...
وأمام هذا البحر أن الذين يعلمون جيداً معنى الحب ... قِلة وان من يحاولون تشويهه
كثيرون ... علمت بأن الأعتراف بالحب جريمة كبرى لا تُغتفر وتشويهه جريمة أكبر ....
علمت أن هناك الكثير من المرضى والمعتوهين لم يعلموا بعد معنى الحب ...
كرهت إقتباساتهم الكاذبة ... تمثيلهم
علمت بعدها بأن الحب لا يليق بهم ...
عبثاً حاولوا بعثرتهُ في أجوائي ...
عبثاً حاولوا فتح آمالي وأحلامي ...
لكنهم يعودوا بائسين ...فما تحملهُ جوارحهم
معاكساً لمشاعرهم ....وما تنطق به حناجرهم لا يمت للحب بأي صِلة ....
وأنا هُنا ... جئت لأُ دافع عنه بكل ما أستطيع .... أمنع أن يتقلدهُ أي عابر سبيل
ان يُشوهُ أو يُدميه .... علمت أن أكون أسطورة حلم وردي .... تدافع عن كائن رائع تعاهدت معه بصداقة أبدية .... لن أسمح لأحد ما بتشويهه ..... وأن أُزيل كل المعتوهين الذين يحاولون بعثرته ... عبقه وعطره من أجوائي .... أمنعهم تماماً ... وأتعاهد أن أرتديه ،... حُلة مُلونة ... أن أستشعره وأكتبه
وأمنحهُ دون رياء .... علمت أنه لُعبة رائعة
حياة مُزينة بالبهجة .... فأحبني لحبي له
علمت وأنا هُنا بأن قراري كان صائباً
فقلبي سيحمل أمواج عامرة بالحب تعانقني
كفرحي .... أحببتُ الحب ....
فعشقني الورد ...زينت به شرفاتي غرسته بين خصلات شعري ... طوقته بيدي .
سكنتني رائحته وعبقه ...
أحبني المطر .... فقدم لي دعواته وغيماته
وطلب مني أن أتباهى بحضوره ... تمامًا كطفلة تُغمض عينيها فرحة برذاذه يسحبني إليه بهدوء لأتامله وأبتسم .....
أحبني القمر .... فأهداني مساءاته وهدوءه لأكتب ... منحني بعض النور ليُمحي خوف المساء ...الذي مازال يُقيدني .تأملته فوجدته مبتسماً لي ... يُشاطرني هدوئي يَحنو على مشاعري ... يصادقني فأكتبهُ حباً لانه أحبني ....
أحبتني الشمس .. فأرسلت لي ضوءاً يكسر خيوط ليلي الطويل ... ومسائي المغمور بالوحدة ... تخشى على السقوط في أعماق سحيقة ... جسداًيتأوه الخروج إلى الأعلى
أبحث عن أحداً ما يمد لي يديهِ يهمس لي بإنه هُنا لأهدأ وتتوقف بعثرتي ....تتطاير بحضوره براكين خوفي ... وتصمت صرخة الآه المحبوسة في أعماقي ....
تأتيني لتُهديني ترترا مضئياً مزهواً بالنور تهمس لي ... تقلديه أخيفي به خيوط ليلك
الطويلة ... أغيضي به حلمك المُباغت حطميه
قفي بوجهه بقوة ... وأخبريه بأنك الأقوى
أحبني الحب .... فأخلصت له ...
وأخبرتهُ بأن لي قلبُ واحد ... وحبٌ واحد لا يتعدد ... وان من يُحاول إختراق حدود أسواره ... يجب أن يكون حذراً جداً من العبور إليه .... فلن يسمح بالعبور إلا لقلبٍ واحد ... علمته الحياة دروسها القاسية .
عليه أن يعي جيداً .. إن الإخفاقات الماضية مؤلمةٌ جداً ... وأني لن أسمح بمن يتصنعونه او يُخادعون به ... وأن تلك الأسوار مُسورة بخيوط من الفل الأبيض ... مُزين بقلوب وردية مُتناثرة ... وعالم به مقهى واحد ... يكفي لشخص واحد ... ومظلة وكتاب ومعطف وحلمي ....
وقلب يشع حباً للعالم بأكمله ...لكنه قلبُ قاسٍ جداً فمن يود مبادلتهُ لابد وان يكون
خبيرا بالحب ...
أحداً ما يستحق الجلوس في ذلك المقهى
في عالمي البعيد ...