الأهم ثم المهم
بقلم الأخصائية النفسية/ خلود مفلح الحارثي
هكذا هي الحياة أولويات مستمرة تولد في كل حين وبأي لحظة ممكنة. فما كان أولي بالنسبة لك اليوم هو في صبيحة اليوم التالي شيء لا يذكر!
بالفعل لو تأملنا قليلاً بما حولنا من أفكار ، أهداف ، أشخاص ، علاقات ، حتى على مستوى الجمادات من حولنا من كتب ، أثاث ، منزل ، سيارة ، عمل...إلخ. جميعها كقوائم مجدولة ومهمة لبعضنا ؛ باستثناء من يعيشون على العشوائية بكل شيء. تلك القوائم من الأولويات لم تأتي وترتب داخلنا عبث ؛ بل هي مشبعة بالخبرة والتجارب التي صقلتها لتكون بهذا الشكل الأهم فالمهم. ايضاً تلك القوائم مرنه للحد الذي تسقط من قائمتها ما لا ينبغي ولا يليق ، كما تقوم بالترتيب بشكل دوري بداخلنا وكأن انفسنا من الداخل كأصابع البيانو المتراقص بيد الفنان المحترف لتصعيد من هو أسفل القائمة ليعلوها ، ومن يترأسها يدنو منها للوسطى دون أن نكترث لما حدث ذلك بالفعل !
أما يحدث لنا بالواقع أمر مؤكد لذلك؟! بالطبع نجد أهدافنا التي مضت لفترة دون تحقيق قد فقدت أهميتها لوجود أهداف أخرى أكثر أهمية لنا ، وأكثر جدوى بتحقيقها فتسقط الأولى ، وتنهض بنا الأخرى. الأشخاص الذين وضعنا لهم المقام الأول ورفضنا الترتيب الأبجدي المعتاد لهم في قوائمنا لعمق ما نشعر به اتجاههم بعجب نرى تنازلنا مع الوقت ليكونوا بأي موقع شاءوا ، المهم أن لا يشغلوا تحديث أولوياتنا مع الزمن. لم نفعل ذلك بهم من قصد بل هم من فعلوا ذلك حينما بقوا داخل حياتنا كقوائم منسية أخذوا حيزاً كبير لفترة من الوقت دون أن يستحقوا ! هم أقل شأناً من جعلهم في القوائم دون أن نجد منهم ما هو جيد بالنسبة لنا في قوائمهم. ايضاً في منتصف السنة قد يطرأ علينا تغيير ذلك الأثاث الممتلئ داخل البيت دون أن نستعمله أو أن نضيف عليه شيء ليبدو مجدداً للنفس ، فإما يكون ضمن عملنا بالبيت تغييره على نحو أجمل أو نقله ليكون أكثر جمالاً في قائمة احدى المنازل وتستحقه. كذلك هناك الكثير من الكتب هي بالنسبة لنا أجمل المقتنيات ولكننا لا نفرط بأي منها على مدار الوقت هي أولويات للمحافظة على كل ما نحتاجه منها فهي قوائم ثابتة وأحيان نجعلها أكثر امتلاء مع الوقت بكل ما هو حصري.
وإن سألتم أعزاءي عن بقية الأشياء التي نفيض بها كقوائم ونراها أولويات لا تحتاج تغيير أو حتى تحديث لتساير الحياة. هناك الكثير لفعل اللازم لها من تطوير وإدراك عن ماهية تلك الأولويات ، وكيف لنا أن نحددها أو معرفتها عن قرب. الأولوية بالنسبة لي كمفهوم بسيط هي الأهم من أي شيء آخر والأفضلية بالمآل إليه.
كمثال عندما استيقظ الصباح فمن الأمور التي تكون أوليه ولها الأسبقية في قائمتي هي فنجان قهوتي ! بينما باليوم التالي قد تكون الأولوية اعداد مائدة افطار شهية لعائلتي.. وعلى المستوى الأكبر بالأولويات هي تطوير ذاتي وصقلها كل يوم بما يزيدها نفعاً.. وعلى وجه التحديد لم تكن من أولوياتي أن اقضي يومي كله في مناقشة أمر لا يكاد له اهمية لدي فيعكر صفو اليوم.. وليس من أولوياتي التمسك بالأشياء التي ليست لي ولا تناسب مبادئي لأجل أن أكون مع الناس بالصورة.. وليس من أولوياتي الركض خلف الراحلين يوماً..
ولكن الأهم من أي شيء آخر أن أكون كما أريد على الدوام.
لذا كل واحد منا عليه تفقد قوائم الأولويات التي تخدمه وتعينه على تجاوز الصعوبات وعلى اضافة المعاني الجميلة بحياته.
- نفسك
- عائلتك
- عملك
- تحقيق طموحك
- انجاز هدف
- تقديم المساندة
- الرعاية والشفاء
- الانتقال والبدء من جديد
- اصدقائك الصادقون
- فلترة ذكرياتك للأجمل
- مواهبك وتنميتها
- دراستك
... والكثير من الأشياء التي تقيسها وفق حياتك ورغبتك لتجعل منها قائمة فعالة وتكون لك مرجعاً مريح متى ما أردت الكشف عنها كأولوية تهمك بالفعل.
* كاتبة، عضوة ، رابطة كاتبات الغد