عندما فقدت أبي
بقلم الكاتب / سامي بن أحمد الجاسم*
عندما مات أبي عشت لحظات ألم ووجع مختلف حيث تزاحمت بداخلي مشاعر الحزن والفقد والاقصاء وأدركت حينها كيف يمكن أن تشعر باليتم وأنت كبير تدمع عيناك بذهول
وترغب في من يواسيك وتجزم أن الدنيا توقفت ولا تكاد تسعك .
لم يكن فقدي لابي فقداً عادياً فقد كان ابي بالمجمل كل شيء في حياتي تعلمته منه الكثير وعشت قربه الروحي والانساني فتعلمت منه ما لم أتعلمه في مدرسة او اقرأ عنه في كتاب .
كان ابي الرجل الذي لا يعرف القراءة والكتابة داعم ومشجع لي في كل خطوات حياتي التعليمية والأدبية والاجتماعية والحياتية وكان يجزم أنني في نظره احسن الناس فقد كان يتباهى باي منجز احصل عليه او احققه حتى كدت اتيقن أنه من حقق هذا الإنجاز فقد كان هذا الدعم والتشجيع يملأ روحي حماساً ورغبة بالعطاء يجعلني متوهجاً لرغبتي برؤية تعابير الفخر على محياه فقد كانت أحاسيسه تكتبني وتجعلني أتباهى بسعادته واقول بفخر هذا ما يصنعه ابي وهذا الأثر الجميل الذي يتركه بنفسي .
وماذا بعد ابي؟ تساقطت أوراق التوت ولا يكاد النضج يكتب لمحاولاتي البائسة للتعبير فقد تمرد الحرف سنين وبقيت أكتب قصص نجاح عملية وأخفق في بعض القصص الإنسانية ولكنني الملم كل البقايا حتى اعلو فوق الجرح فقد كانت كل خطوة توصلني لفيافي تركها لي عامرة وخشيت عليها الخراب بعده حتى بقايا البنيان والشجر والإنسان كانت لا تتحدث الا بأثر وجوده والغنى الإنساني الذي تركه ولكن يبقى ابي بعد الفقد روحاً تعيش بروحي استمد منه كل نجاح وأمل وسمو ارتبط به اسماً ونوراً وعلياء وهمة وانتصارات .