سارة .. وطريق الصعود
بقلم الأستاذة / منيرة العقل*
كان الوقت يمضي وتحديد اسم الطالبة المرشحة لتمثيل المدرسة في أولومبياد اللغة العربية يأخذ جانبا من المناقشات والاجتهادات .. حين كثرت الترشيحات من المعلمات بات الأمر أكثر صعوبة تواردت الأسماء .. نعم أعرف ليان ورهف وريم ومريم .. لكن المنافسة ستقيس مستوى اللغة العربية ككل من إعراب وثقافة عامة وفهم ، لم أرغب بترشيح طالبة من الصف الأول أو الثاني ففرصة تحقيق الإنجاز أقرب للطالبة التي ستكون من مرحلة ثالث حيث تكتمل لديها الصورة الأشمل للأولومبيادالعربي .. أثنت معلمة سارة عليها ، لم أكن أعرف سارة لكن الاسم لم يكن غريبا حين سمعته وسألت هل هي من العشر الأوائل على المدرسة وجاء الرد مطمئنا نعم هي في الترتيب الرابع مما عكس تفاؤلي بها .. تحمست لأن تشارك بنيت ثقتي برأي أستاذة المادة .. في حين أن الطالبة الأولى على المدرسة لم ترغب في المشاركة وبقي أمامنا المرشحة الثانية على المدرسة الطالبة رغد وبرز كذلك اسم الطالبة نورة والطالبة سمر وشيخة و وسن ومنار ولمى ..
حين أجريت لهن اختبارا تدريبيا ناقشتهن في نماذج مختلفة كان التجاوب جميلا من نورة ووسن وشيخة ورغد ..
لم تكن سارة مشاركة بتميز في التدريب الأول ..
دق الجرس بانتهاء وقت النشاط وجمعت الأوراق ..لكن تبدو سارة أفضل في الإجابات ..
جلست على مكتبي أتأمل الأسماء والنتائج .. التي حتما لا يعني هذا التدريب منجزا نهائيا يقيس المستوى الحقيقي للطالبات .. عدت للأستاذة أسأل عن الطالبة نورة !
استبعدت اسم الطالبة سمر ومنار و لمى رغم أن الحماس لديهن كبير للمشاركة.. أعتذرت لهن بحجج المفاضلة في التدريب .. كنت أخشى عليهن الإحباط ..
عدت لخطابات الموافقة على مشاركة الطالبات .. لم يكن اسم سارة موجودا .. توترت أجريت اتصالا بوالدتها التي ردت متأخرة بالموافقة على مشاركة سارة لكنها لا تدري عن موافقة والد ابنتها .. بدأ التوتر في داخلي يزداد .. كنت أمام شأن عائلي متعثر لأسرة الطالبة .. تبدو مشاركة سارة لا تلوح في الأفق .. !
وصلت موافقة الأب متأخرة لكن أمكن بالإصرار والدعم لسارة أن تخوض فرصة المنافسة مهما كانت الصعوبات ..
.. قبل الاختبار بيوم اجتمعت بالطالبات . وجهت لهن كلمات مغلفة بروح التنافس الجميلة التي أحببت أن تشرق في طالباتي صباح يوم الاختبار .. كان حضور طالبات المدارس يتوافد جئنا في الوقت المحدد دخلت نورة قاعة الاختبار وتأخرت سارة في إكمال البيانات .. يبدو أن سارة مرتبكة ونورة تشرق تفاؤلا بابتسامتها .. مضت ساعة ..
خرجت نورة من قاعة الاختبار مبتسمة.. أعادت الثقة إلي والتفاؤل ..
جلست سارة بجانبي بكل هدوء وسألتها كانت إجاباتها مقتضبة لا تدل على أنها قدمت ما يؤهلها للمنافسة .. !
ربت على كتفها وشجعتها وقلت لها هذه المسابقة جميلة ستعود عليك مستقبلا بالفائدة .. فليس مهما الفوز بقدر أن نشارك الأخريات فرصة التجربة ..
عدت للمدرسة وأنا أتفاءل بإبتسامة الطالبة نورة .. وقلت للمعلمات أعتقد بأن نورة ستحقق حدثا مهما ..
كان موعد إعلان نتائج التصفيات النهائية مبشرا جدا حين اعتلت سارة قائمة النتيجة بالمركز الأول على مستوى مكتب التعليم .. وبجانبها لمع اسم المدرسة لنقف جميعا سعيدات نتبادل التهاني بهذا الإنجاز المبهر لطالبتنا الرائعة .. تحية من الأعماق لك سارة ولمعلمات اللغةالعربية اللاتي عرفن فيك معنى النبوغ والتميز ..