الهروب من الأسلاك الشائكة
بقلم الكاتب/ سامي بن أحمد الجاسم
تلتفني الخيبة وسوء الطالع في أمري ، وأرى المشنقة المتدلية تريد أن تطال رقبتي ، وأنا اتفلت من الحبال القاتلة للوصول للنجاة رغبة مني في الحياة .
وأجزم أنه ليس أصعب من أن تشعر أنك تموت بطعنة قاتلة دون أن تعرف الأداءة التي تم بها طعنك ، فربما يذبحك السم لو تم دسه بين حروفك ومشاعرك وأحاسيسك فتأثيره سيطالك العمر كله.
أشيائك التي أحببتها ربما تتنكر لك في لحظة وتعلن العصيان عليك لأنك خيبت ظنها فيك ، واعتليت قمة جبل وأنت لا تدرك أنك يمكن أن تنحدر للقاع وتلقي حتفك .
تعيش وأنت محاط بأسلاك شائكة مكهربة كلما حاولت اختراقها صعقت ، وكلما نظرت إلى ما خلف الأسلاك الشائكة صدمت ، فأنت لا تستطيع أن تتخلص من سجانك ولا تستطيع أن تجازف بمحاولة تخطي الأسلاك الشائكة ، لترى الحياة من غير أسلاك ولا حواجز ولا معوقات لأن الثمن قد يكون حياتك .
تريد أن تكون كما أردت لنفسك لا كما أراد الآخرون لك أن تكون ، ولكنك تجد قيود الآخرين تكبلك فتكون أقوى من رغبتك بالحياة والحرية ، رغم أنك أعلنت أنك قوي جسور وتريد أن تطرد كل الأشرار من حولك ، فتجد أن امتدادهم طغى على وجودك فكتب لك الهزيمة ، ولهم النصر عليك إلى حين .
ويبقى لك منفذ واحد صغير ، فتحته ضيقة جداً وحدوده لا تتجاوزك وحدك ، أن استطعت أن ترى الدنيا من خلاله بعيون أوسع ومشاعر أكبر ، ستكسب معركتك ، وأن لم تستطع فسوف تخسر نفسك إلى الأبد.
1 ping