هاجس يولد الهزيمة
بقلم الكاتب /سامي بن أحمد الجاسم
تكتوي بنار الحسرة التي تقطعك أشلاء ، كلما أيقنت أن حلمك خدعك ، وتمادى فكبلك بوهم لم تستطع فك قيده ، وأن ما تستجدي به من واقع ، لتقتل به الوهم ، إنما هو أمر مستحيل .
الشعور بأن اغلب الأشياء ، تتوحد ضدك ، وتعمل على جلب الهزيمة لك ، لتعيش مرارة اللحظات الحرجة التي تجعلك تنهش حلمك ، وتتمنى لو تدفن أمنياتك في مقبرة تطمرها بكل تراب العالم وهذا قمة السوء .
أيقن أن من أصعب الأمور
أن تثق أن مواساتك لنفسك هي قمة الفاجعة بالنسبة لك ، حيث لا تجد ما تصبر به نفسك ، طالما أن الكلمات تجردت من قناعها ، وغدت تزهو بقبحها ، حيث أن أصغر رغباتك لم تعد تحتملك ، وتبرأت من أن تكون قد همست يوماً لنفسك الطموحة الباحثة عن ذاتها ، او حتى تجلت لها ، والآن لا أحد يبحث عن أحد ، فالكل منشغل لنفسه.
تتراكم الحقائق في حياتنا ، فتكون كصفعات نلطم بها ، ولا نملك الا أن نبتسم لمن يلطمنا .
ما اصعب أن تتسول من الآخرين أمنياتك ، لتكتشف أن ذُل التسول ما عاد ينفع ، في زمن أصبح كل فرد فيه يعيش لنفسه فقط ، ويقاتل من أجلها اقرب أقربائه .
وللأسف حتى عندما تتوالى الانتكاسات في حياتنا ، ونحتاج إلى من يعيد لنا الإضاءات المنطفئة ، والإشراقات المسلوبة ، والأمل الغائب ، فأننا نكتشف أننا منحنا الآخرين الفرصة التي لا تتكرر ، ليجعلوننا أرواحاً منسية ، او أطلال لا تستحق حتى الذكرى .
أصبح يقيني الثابت اليوم أن كل شيء قابل للتغير والتحول فلا ثابت في دنيا يتلون بشرها حسب المواقف والاحوال والظروف فلا ثبات بموقف فالجحود جعلهم جميعاً في منزلة متساوية لا اختلاف بينهم.