حلماً قد لا يعود
بقلم الكاتبة / نوال الرشيدي
تبقى سراباً كما أحلم بك لا أعلم متى ستزال تلك الغشاوة من عينيّ لأراك بوضوح قد تطول المدة .. وقد لا تأتي
...
كيف لي أن أعلن بأني لست بانتظارك !
كيف لي أن أُخالف أصواتي الداخلية التي ما زالت تُناديك .
قد تكون طيفاً هُنا .. لم تبرح مكانك بعد
وأنا هُنا كما أنا بانتظارك .
وقد تكون بالنسبة لي ...
سراباً لن يأتي ... وحلماً لن يعود
أعلم بأن حضورك سيمنح لي ألواناً أُخرى من الفرح ...
وسأبقى كما أنا إلا أن تعود .. فراشة مَزهوة بالفرح أبحث عن الورود الملونة
وأُعانق الورد إلا أن تلتصق ألوانهُ بيدي
وأجري ناحية الشاطئ أُعانق رماله الباردة .. أتأملك من بعيد في الضفة المُقابلة ترمقني بعينيْك تتأملني وأتخيلك فأبتسم لك .
وأُعاود من جديد الرقص مع الحياة فربما لن تأتي ...
وتكون سراباً
وحلماً لن يعود
وأتأمل قرب نافذتي كومة الضوء القادمة لأستبدل من ظلام الليل إنكساري واستمد قوتي من ذلك الضوء القادم ... يتراءي لي صوتك وصورتك تبتسم لي وتمنحني أمناً ما يزيل خوفي
وأحتفي بضوء الشمس طوقاً ذهبياً أزين به عنقي .. أتباهى به
عاشقة لم تبدأ قصتها بعد
لن أتوقف عن الحب ... وحلمي
وسأترقب هطول المطر استظل أسفل مظلتي الوردية وأتخيلك من بعيد ترمقني بعيناك فأبتسم ..
وأكمل مشواري مع الحياة
فربما تكون سراباً لن يأتي
وحلماً لن يعود
وأعود لأستبدل طيفك بحضور يؤنس وحدتي .. واستبدل ذلك السراب بالغوص في ابتسامات الأطفال
وإمتنان الفقراء .. وأجدك بينهم
سراباً.
فربما لن تأتي
وتكون حلماً قد لا يعود
أعلم بأن حضورك سيُضاعف فرحي ومعك سأكون كطفلة تتباهى بملابسها أول أيام العيد تزين خصلات شعرها بالورد وتستعد ليوم ملئ بالبهجة
وستهرب مني خفافيش الظلام وستهرب جموع الذئاب المفترسة بعيداً وسيصبح لي أسواراً ملونة ..
وأعود نحلة تطارد أسراب الورود
وطائر نورس أبيض يتجول أعلى امواج بحر زرقاء هادئة .. يعانق أسراب الطيور
وأُدون حروفي أطبع على خارطة الزمن كلماتي التي عانت زمناً مضى من عمري وأمنح كل القلوب التي آلمها الصدأ وألملم إخفاقات السنين الماضية
وأبدأ من جديد
وأتعاهد مع الفرح وأطوي مساءات السنين الماضية وسأحتفل بإنجازاتي وسأضع كل يوم بالقرب مني شمعتين
أَحدهما مُضاءة ... والأُخرى بلانور
فربماً تكون لي سراباً لن يأتي
وربما تكون حلماً لن يعود .