كليلة حب
بقلم الكاتبة / وجدان الكثيري
عادة الليالي التي أشتقنا لها كثيراً الليالي التي يختبئ فيها القمر بين أحضان السُحب ، وتهب الرياح لتداعب النباتات وتفرقها يميناً وشمالاً ويغزوا البرق و الرعد السماء العتمة التي تكاد ترى النجوم فيها من شدة تراكم السُحب.
وتهطل الأمطار الغزيرة وتدُب الحياة على الأرض و يتراقص الأطفال فرحاً على معزوفة المطر و أوتار الرياح و كمنجة الرعد ، الليالي الباردة المشهورة بليلها الطويل الأدهم بسواده ،الليالي التي لاتحتاج فيها غير معطف دافئ ، وكوب قهوة ساخنة ، لتنقلك لعالم أخر ، وما يجمل الشتاء هو صوت المطر و حبات البرّد التي تتساقط على النوافذ والرياح التي تحمل معظم الأماني ، و الذكريات الجميلة التي ترسم البسمة على شفاتك !
والصباح الذي يسبقه ليلة ماطرة ، يحمل بين نسيمه الدفء و الأمل للحياة ، في كل صباح أفتح نافذتي فيه أستنشق الهوى الذي يحمل بين طياته رائحة المطر ، يبتهج وجداني و يغمرني بالأمل و التفائل .
الشتاء يعلمك أن تعود للماضي الجميل الماضي الذي يكسوه اللون الزهري من شدة جماله ، و الجميل أن يكون الشخص عينه الذي كان بالماضي معك يشاركك الحاضر الجميل .
أجمل مافي الشتاء السكون التام وكأن العالم يعيش في سُبات، أنظر من نافذتي لأرى الأرض المبللة بفعل قطرات المطر.
حقاً هذه الليالي الباردة التي ندفء بها أنفسنا بلهيب حُب من نُحب ، كُنت ومازلت الشخص الذي يسرق أفكاري دافئ المشاعر و صادق الشعور أنت كليلة حب دافئة في برد شتاء قارص ، أحببتك كحب أم أنجبت طفل في أواخر عمرها !