يحكى أن ديكا كان يؤذن عند فجر كل يوم ..
وذات يوم قال له صاحبه:
ايها الديك لا تؤذن او سانتف ريشك!
فخاف الديك وقال في نفسه "الضرورات تبيح المحظورات" .. ومن السياسة الشرعية ان اتنازل وان انحني قليلا للعاصفة حتى تمر، حفاظا على نفسي، فهناك ديوك غيري تؤذن
ومرت الأيام والديك على ذلك الحال.
وبعد أسبوع جاء صاحب الديك وقال
ايها الديك إن لم تكاكي كالدجاجات ذبحتك!
فقال الديك في نفسه مثل ما قال سابقا
"الضرورات تبيح المحظورات".. ومن السياسة الشرعية ان اتنازل وان انحني قليلا للعاصفة حتى تمر، حفاظا على نفسي.
وتمر الأيام وديكنا الذي كان يوقظنا للصلاة.اصبح وكأنه دجاجه! ! !
وبعد شهر قال صاحب الديك :
ايها الديك الآن إما ان تبيض كالدجاج أو سأذبحك غدا!
عندها بكى الديك وقال :
ياليتني مت وأنا اؤذن ..... !!!!!
هكذا تكون سلسلة التنازلات عن المبادئ والقيم والاخلاق تحت مسمى "فقه الواقع" ؛ مكلفا ... باهظا ... مميتا .
كما يقال :
القرارات التي تصنعها الكرامة ( صائبة )
وان أوجعت !!
كلما وجدت أن الله يُربّيك لتُقطّع عروق تعلقك بغيره، ويُربّيك لتزداد تعظيمًا له، فاعلم أنه ما أراد بك إلا الرحمة،
انظر إلى نفسك عندما تُقبل على أحد من الخلق بكل قوتك على أنه سيعطيك؛ ثم لايعطيك، واعلم هنا أن الرحمن الرحيم لطَفَ بقلبك، لأنه لو أعطاك لتعلق قلبك به، فهذا من تمام رحمته.
إن (لا إله إلا الله) تملأ القلب بقدر ما تغذيها بالعلم عن الله، وكلما علمت عنه أكثر؛ كلما أبقيت قلبك له، وكلما أبقيت هذه (لا) في (لا إله إلا الله )حارسة على قلبك، فلما تمر بك الأيام والأحداث ماذا تفعل؟
تصبح يقظا تجاه الأمور؛ فكلما أجرى الله إحسانًا لك على يد أحد من خلقه؛ فأخذ هذا المخلوق يتضخم في عينيك وقلبك؛ أوقفته لا إله إلا الله التي سبق لك تغذيتها بما تستحقه من المعاني، والمفاهيم، وقالت له:
توقف! لا مُحسن على الحقيقة إلا الله؛ إن أنت إلا سبب، قد خلت من قبلك أسباب، وستخلفك أسباب، وما الخير إلا من عند الله الرحمن الرحيم : آمنت بالله و كفرت بكل ما سواه !
حق غير الله أن أشكره بلساني؛ أما حمد قلبي فليس لأحد غير الله!
هل ترى من منفذ للشقاء إلى مثل هذا القلب في الدنيا، أو في الآخرة ؟!
ألا ليت غرارة الشباب تعي هذا !
إن عمرًا تقطعه من أجل أن تعلم عن الله؛ لهو عمر غال عند الله، يعطيه من الجدارة ما يؤهله لنجاتك؛ فإن أهل الإيمان بفضل الله في منْأَى عن النفاق، لأنهم يعرفون الله؛ فيحبونه ويعظمونه، وهذا الفارق الشاسع بين المؤمنين والمنافقين، فمعرفة الله سبب لخروج الإنسان من وصف النفاق إلى وصف الإيمان،
وهذا الذي يجعلنا نقول عن قوم وقعوا في النفاق أنهم قوم ما عرفوا الله، فلو عرفوا مثلا أن الله رقيب؛ لما أخبروا الناس أنهم مؤمنين، ثم إذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا : {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} !
لو كانوا يعرفون الله؛ لعلموا أنهم أينما خلوا سيبقى الله معهم!
6 pings