أنا و أسراب الطيور
بقلم الكاتبة / أمجاد الحارثي
حلقت أسراب الطيور مهاجرة للبعيد لرحلة أخرى تنتقل بين الحين و الآخر بحثاً عن أرضاً تضمها رحلت و نظرت إليها مودعاً قائلاً لها:
يا أسراب الطيور تمهلي
لا تتسرعي
ستندمين إذا ما بقيتي في أرضكـِ هنا
الزهر و النهر
سيفتقدكـِ
و الأرض و العشب
سيشتاق إليكـِ
ردت علي حمامة بيضاء من بينهم قائله:
لا تقلق فأنا و هم أجمعين
أتخذنا قرارنا على مُهلٍ
إذا بقيتُ في أرضي هذه
ربما يتعب قلبي أو يتسلل الحزن بداخله مرة أخرى
أجبت و لما؟!
قالت: الأرض موطنًا لذكرياتنا
ضمت أيامًا و سنين
كالزهر و ذلك الزرع
الذي نبت فيها و اشتدت جذوره ولكنه ليس بقادرٍ أن ينتقل منها مثلنا و أن يبتعد فمكانه هنا
أما أنا و هم لا و ألف لا ؛!
إذا لم يعجبنا المكان و ضاق علينا رحلنا لمكان آخر ..!!
هنا كنا نتحدث و هنا كنا نضحك و هنا فقدنا أحد أصدقائنا و هنا ..و هنا...؟!
بالله لن نتحمل
نبتعد نزرع أملاً
لقلوبنا ..
فالذكرى مؤلمة
أنتم أيها البشر من تعيشون في الكآبة و الحزن المستمر و تخلقوا من روح الأحزان آلامـ..
إني أوجه كلامي إليكـ ..؟!
قلت تمهلوا ونحن متمهلين حقًا
لم لا نعيش كل لحظة بلحظاتها
أكانت حُزنًا أو ضيقًا
ربما فرحًا وسعادة
أرواحنا متعبه فلم نضيق عليها
الله ملاذ الروح
عطاءًا و رحمة منه
فالتضحكـ فما خلقنا للحزن و لن يخلق الحزن لنا ...؟!!
ربما بعض لحظاتٍ و يختفي تدريجيًا أعلم أنه موجع و لكن أما نستحق أن نبتسم و ندعُ الله أن يضمد جراحنا ؟!
ألا نستحق أن نعيش الحياة بكل ما أؤتينا من قوة إذًا قف من جديد بعطائكـِ ستنير روحكـ و يهديكـ الله أيامًا تزهر بالفرح و تغمر روحكـ بالأمل
قال لها و هو يبتسم بحب:. شكرًا لكـِ أيتها الحمامة البيضاء الجميلة فكلامكـِ بالفعل صادق وأنا بإذن الله سأحيا بكل قوة مهما تعثرت أكملي طريقكـِ و لترحلوا يا أسراب الطيور ...
في هذه الحياة قصصًاوحكايات و عثرات و مواقف عشناها بكل تفاصيلها إن لم نتداركها سنسقط حتمًا بكل ضعف يجب علينا أن نعيش كل لحظة بلحظاتها و أن نكمل مسير الحياة بثقة و قوة صبر.
بصيصًا من الأمل بداخل كل قلب فلتكن على ثقةً بالله و بنفسكـ
بقلمي: أمجاد الحارثي
لا لليأس...