النفور من الطقوس التقليدية
بقلم الكاتب / سامي بن أحمد الجاسم
مأساتي معك أنك لم تكن في حياتي الا قشة قصمتني ، وقسمتني جزئين ، جزء مملوء بالجراح ضاق بي ذرعاً ، وآخر ينتظر بأمل مذبوح رؤية يوم مختلف عن سابق أيامه ، له نكهة خاصة لم يتذوقها في حياته .
يرتسم في حياتك شعور بالوجود ، ورغبة بالتميز ، وتجاوز الإخفاقات ، والاستفادة من كل العثرات ، ليكون للتجربة قيمة ، وللمآسي فائدة ، لا يذبحك فيها التكرار ، ولا تنهكك الإعادة ، ولا تتساوى فيها الأشياء لديك .
جديدك أن تكون مختلف في قراراتك وأناسك ومواقفك ، مؤثر في من حولك ، تقتل اللحظات المشلولة ، وتنتصر على عقم ترددك .
نفرت من الطقوس التقليدية التي تُمارس كل يوم بحرفنة عالية ومتقنة ، واشتقت لسمو الروح وانتصارها على متطلبات الجسد .
يستهلك ما في القلب من شعور ، وينتهي ما في الخزينة من أمال ، ولا يبقى سوى ما اعتقد أنه خيبة استولت على كل شيء، وحققت لنفسها السيادة .
أنا وأنت ربما تذبحنا الاختلافات على ما نريد أن نحققه ونفعله ، وأحياناً على ما لا نريد أن نعيشه في حياتنا ، ولكننا اتفقنا في أننا لم نعرف بعد كيف اجتمعت الأجساد في لحظة ، بينما تباعدت الأرواح سنين ؟
تتقاذفنا الحسرة ، وينؤ الحلم بنا ،ونظل نترقب ما يحدث ، بعيداً عن ملامسة واقع ما تعج به الدنيا من آمال وابتسامات وسعادة ، ونعيش ننتظر أن تمر سحابة صيف لتمطرنا ،ولو كان ذلك في يوم مشمس.
1 ping