المشرف التربوي ( الدور والاحتياجات)
بقلم الأستاذة / جميلة آدم *
تُعد المؤسسات التربوية بمثابة الأوساط أو التنظيمات التي تسعى المجتمعات لإيجادها، حتى تنقُل من خلالها ثقافاتها، وتطور حضاراتها، وتُحقق أهدافها وغاياتها التربوية. والإشراف التربوي أحد المؤسسات التربوية التي تعمل على تطوير التعليم من خلال تطوير ورفع كفاءة العاملين في الميدان التربوي، كالمشرف التربوي، ومدير المدرسة، والمعلم والمرشد الطلابي؛ وكل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتربية النشء وتعليمه. والإشراف التربوي في مفهومه العام هو مساعدة منظمة لتحسين العملية التربوية والتعليمية.
كما يؤدي الإشراف التربوي دوراً في تنمية المهارات والقدرات الإدارية للمعلمين، وقد أضحى ضرورة ملحة للعملية التربوية فهو الذي يحدد الطرق ويرسمها وينير السبل أمام العاملين في الميدان لبلوغ الغايات المنشودة، بل إن نجاح عملية التعليم والتعلم أو فشلها، وكذلك ديناميكيتها أو جمودها، يعتمد ذلك كله على وجود مشرف تربوي ناجح .
إن التربويين –باختلاف انتماءاتهم-يولون اهتماما بالغا لعملية الإشراف التربوي بل ويعدونها الجسر الذي يصل بين مخططي ومنفذي العمل التربوي، فمن خلال المشرفين التربويين يمكن التعرف مباشرة على سير المناهج التعليمية وكيفية تطبيقها ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة فيتم التأكيد عليها أو تقويمها .
وقد ركزت جهود الباحثين والممارسين في مختلف أنظمة التعليم العالمية والعربية والخليجية على ايجاد السبل الكفيلة لنجاح هذا الجهاز الإشرافي وتمكينه من أداء مهامه .
ولأن العنصر البشري في المؤسسات يمثل العامل الأساس في نجاح إدارتها، إذ يتوقف هذا النجاح على مدى كفاءة هذا العنصر وقدرته على القيام بالمهام الموكلة إليه، فالموظفون هم الأشخاص الذين تقع على عاتقهم ترجمة السياسات إلى أفعال ومنجزات، ويتوقف نجاح أي مؤسسة أو فشلها على مدى اهتمام الإدارة بالعاملين من حيث رفع إنتاجيتهم، من خلال تنمية قدراتهم، ومهاراتهم، وزيادة دافعيتهم للعمل والإنتاج.
والمشرف التربوي يعد أحد أهم عناصر العملية التربوية وهو يتأثر بالكثير من المتغيرات والظروف المادية والمعنوية في العمل، ويتغير تبعاً لذلك انتاجه وعطاؤه بالزيادة أو النقصان .
ويقع على عاتق المشرف التربوي دور رئيس في تنمية العملية التربوية والنهوض بها من خلال مد يد العون إلى المعلمين وتزويدهم بالأفكار المبتكرة وإمدادهم الدائم والمستمر بكل ما هو جديد من المعلومات التربوية والعلمية، التي تساعد على تجديد معارفهم وتطوير مهارتهم وإكسابهم اتجاهات إيجابية نحو مهنتهم.
ومن الحقائق العلمية، أن الرضا عن العمل والاقتناع به يدفع الفرد إلى بذل أقصى الجهود لإنجازه، فالرضا عن العمل يشكل دافعاً للإنجاز والعكس صحيح إلى حد كبير لذلك فإن عطاء الفرد وكفاءته المهنية دليل على مدى رضاه عن عمله وإحساسه بالنجاح والتقدم فيه ويزداد هذا العطاء بمقدار ما يوفره العمل له من إشباع لحاجاته ودوافعه واستغلال لطاقاته .
أن العاملين في أي مؤسسة يكونون أكثر ارتباطيه وكفاءة ودافعية للإنجاز عندما يشعرون بالرضا عن عملهم، ويزداد هذا الشعور عندما يكون مصدره العمل وليس العائد المادي من وراء الوظيفة .
وأمام ضخامة مسئوليات المشرف التربوي واتساع مداها في عملية التعليم والتعلم يستوجب الاهتمام بإعداده إعدادا يتناسب ودوره التربوي، كما يستوجب الاهتمام بإشباع حاجاته الوظيفية المختلفة، وشعوره بالرضا عن عمله وما يتحمله من مسئوليات وما يقوم به من نشاطات، وتوفر هذا الشعور يعد في حد ذاته دافعا للإنجاز .
* مشرفة توجيه وإرشاد