الإشراف التربوي عملية واعية ومستمرة
بقلم الأستاذة / نوف عطا الله العنزي
أخذ مفهوم الإشراف التربوي بالتطور في الأوساط التربوية ليأخذ معني أشمل وأوسع حتى يلبي احتياجات النظرة الشاملة، حيث انتقل الإشراف التربوي من الموقف التعليمي إلى الاهتمام بكل الموقف التعليمي وإحداث التغير الإيجابي المرغوب في مختلف عناصره، في المعلم والمتعلم والمناهج والبيئة التعليمية المدرسية.
ومما لا شك فيه أن الوقوف على واقع المدارس وتحسس مشكلاتها وتشخيص حاجات طلابها وتحديد احتياجاتها التعليمية قد يتطلب زيارة المشرف التربوي لفترة أطول مما هو معهود، وقد يحتاج الأمر يومين متتابعين في المدرسة الواحدة، أو عدة أيام تتيح له التفاعل مع المعلمين ومديري المدارس وتفعيل دور المعلمين ذوي الأداء المتميز وتنفيذ زيارات إشرافية صفية أو لاصفية للمعلمين أو عقد يوم دراسي لمعلمي التخصص الواحد، أو لمعلمي تخصصات متنوعة تجمعهم احتياجاتهم تدريبية واحدة، بالتعاون مع الهيئة التدريسية والإدارة المدرسية، وقد يتطلب الأمر الاستعانة ببعض الزملاء من المشرفين.
ان المهمات الكثيرة التي سبقت الإشارة لها والأهداف الكبيرة التي رسمت وترسم أمام عيني كل مشرف لن تكون واقعاً معاشاً لأننا نملك النية الحسنة فقط لتحقيقها، ولكن ذلك يفترض الكثير من الخطوات والدعم والإعداد والكوادر المدربة والتوزيع العادل والمعقول للأدوار.
ان المتأمل لسجلات زيارات المشرفين لزملائهم المعلمين وعلى مدى عقود سيجد عبارات كثيرة متشابهة تبدأ بالثناء على ما لدى المعلم من حسنات وتمر على استحياء ببعض السلبيات وتختم بشكر المعلم والمدير، وتمضي السنوات تباعاً ونحن نمارس ذات الدور ويعتبر كل منّا أنه وجد الآباء كذلك يفعلون.
الإشراف التربوي عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة، تهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته وينمّي إمكاناته بذكاء، ولقد كان الإشراف التربوي فيما مضى موجودا ويُمارس دون أن يأخذ هذا الاسم أو الإطار العلمي ودون أن يشمله برنامج منظّم، ولكنه تطوّر وأصبح الآن له أسسه ونظرياته وطرقه ومجالاته وبرامجه ومهاراته، وأصبح يقوم به أخصائيون متخصصون علمياً وفنياً وأصبحت الحاجة ماسّة إلى الإشراف التربوي في مدارسنا وفي أسرنا وفي مؤسساتنا التعليمية وفي مجتمعنا بصفة عامة.
* مشرفة التخطيط والمعلومات