سارة .. والأمل !
بقلم الأستاذة / منيرة العقل *
حين يكتنف السواد واقع الحياة ترغب أن تشيح ببصرك لترى ألوانا آخرى تعيد معها طلاء روحك بالأمل .. من أصعب المواقف تلك التي ترقب فيها كل يوم مشاعر طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة .. وخز الضمير يهز كل سكون .. يتيح لك هذا أن تتأمل .. وأن تقف لتضع أمامك التساؤلات ! أي ساحة علم يا سارة تدرسين ؟ وأي مكان يضيق بالأخريات قد يتسع لك ؟ ..
في الزحام يا سارة لا أمل أن يصعد معك الحلم النبيل والهدف المنشود ! هذا واقع التعليم من حولك تتكدس الأعداد في فصلك وتقارب الطالبات المحتشدات خمسين !
في حجرة ضيقة تسمى فصلا دراسيا .. تعلو الأصوات من حولك وتضيق المعلمة بالفوضى وتصرخ لتعيد الإمساك بزمام الأمور .. تضعين يديك النحيلة على أذنيك وتنظرين بخجل وألم إلى الأسفل .. تعرفين أنها لا تعنيك لكن الصوت المرجف يجلب لك التعاسة ! .. تتأملين واقع التعليم الذي لم يستطع أن يمهد لك ولزميلاتك المكان المناسب ! تتأوهين من ثقل اليوم الدراسي تلك الساعات الطويلة المتعبة التي أنهكت الطالبات من حولك فكيف بإعاقة جسدك النحيل أن تتحمل عبء الجلوس على الكرسي المتحرك ! فلا الوقت يكفي لتناول الطعام ولا ثمة وجبات ذات فائدة .. تتساءلين عن جدوى تمديد اليوم الدراسي ساعة إضافية .. لست مقتنعة بالنشاط الذي تسبب بتعطيل الطموح بعد أن لمستي الواقع بيديك !
حين اخترت رغبة التنقل في النشاط وهي الرسم .. لم تكن هناك مقرات أخرى .. هي ذاتها الفصول فلا قاعات تحتوي رغبات الأنشطة وفعالياتها ومتعلقاتها ..
عدت لفصل آخر يسمى مقرا أو ناديا .. تهمسين في ذاتك لم كل هذا الدوران .. إننا يا سارة لم نتجاوز حدود البيروقراطية تلك التي ترسم لنا الصلاحيات في بيئة التعلم .. !
لسنا بقادرين أن نمضي معك لنغير هذا الواقع .. فهو حال آلاف المدارس !
ليت هذا الحنان من معلماتك وكل نظرات الاحتواء والتفاني لإسعادك ترسم لك الابتسامة والرضا أو لعلها تسمح بتغيير بعضا من واقع اليوم الدراسي !