[COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[SIZE=7][COLOR=#083AB3] اهتمامك بي اليوم هو اهتمامك بمستقبلك [/COLOR]
[/SIZE]
[RIGHT][COLOR=#AD2102]بقلم : د. هاشم الزيود*[/COLOR]
[/RIGHT]
مع التطور التقني والتقدم العلمي والتكنولوجي، ومع كثرة المؤتمرات والندوات، والتوصيات التي تنادي بضرورة الاهتمام بالمعلمين ورفع كفاياتهم المهنية، وبما أن المعلم هو المحور الأساسي في العملية التعليمية بالرغم من كل البدائل التي تم طرحها والتي تدعو للاستغناء عن المعلم، وإحلال التكنولوجيا مكانه إلا أن التكنولوجيا تحتاج إلى معلم لكي يعلم الطلبة كيفية استخدامها، كتب أحدهم اقتراح يطلب فيه الكتابة على الزي المدرسي عبارة نصها "معلمي الفاضل اهتمامك بي اليوم هو اهتمامك بمستقبلك غداً، حيث سأكون طبيبك المتخصص بأمراض الشيخوخة، وسأكون معلماً لأبنائك ، وجندي يحفظ أمنك ويسهر على راحة بيتك، ومهندساً وطبيب أسنان، وصيدلي، وممرض، وموظف، ومسؤول، وقائد.... ستجدني أينما ذهبت فلا تلوم إلا نفسك على تقصيري بخدمتك...".
وهنا ومن خبرتي البسيطة العملية والنظرية في المجال التعليمي يسرني أن أقدم لكل معلم ومعلمة بعضاَ من النصائح التي يمكن أن تجعل منا معلمين متميزين، ليصلح الغرس ويقطف الوطن أفضل أنواع الثمر.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
أين تجد نفسك من هذا الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". ألا تعتقد أنك المعني بهذا الحديث دقق في المعنى وستجد ذلك ينطبق عليك تماماً.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
إذا لم تحب مهنة التعليم فأنت زائد عليها، فمن أحب عمل أتقنه، هل تريد أن تعرف المؤشرات التي تدلك على محبتك لهذه المهنة أم لا، هل تتقن مهنة التعليم حقا، أم أنك تقول بينك وبين نفسك ومع زملائك أحياناً، والله لو وجدت وظيفة غيرها ما كنت فيها، ولو أنني أصبح إدارياً أو مديراً أو موظفاً سأرتاح من مقارعة الطلبة، وأنتِ أيتها المعلمة ألا تحدثك نفسك أحيانا أن العادات والتقاليد هي التي أجبرتك على أن تكوني معلمة، فهي المهنة التي يمكن أن توفر زوجاً بسهولة، ويتقبلها المجتمع، وتوفر دخلاً جيداً، وأنت تحلمين بعمل آخر غير التدريس ربما مصممة أزياء، أو مذيعة، أو حتى لك مشروعك الخاص....أذاً أنتم دخلاء على هذه المهنة، فقد حان وقت المغادرة فوراً، فانتم تهدمون الوطن، وأنتم آفة تدمر الحقل.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
عندما غادرت في الصباح، متوجهاً إلى مدرستك، كنت قد ودعت أطفالك وهم في طريقهم للمدرسة أيضاُ، فأنت تستودع الله أطفالك وتسأله أن يحفظهم ويبعث لهم معلماً يخلص في عمله، وكذلك فعل الأخرون لقد استودعوك أمانتهم، وفلذات أكبادهم، فلتكن أهلاً للأمانة، ليرسل الله لأطفالك من يؤدي الأمانة بحقها، فكما تدين تدان.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
يا من تدخل غرفة الصف وأنت تتأفف من بعض الطلبة ضعاف التحصيل، غداً ستجلس تنتظر طبيب العظام والمفاصل، وأخصائي السكري والضغط، ستجد أحدهم يتأفف من دخولك عليه، ويسأل الممرضة هل بقي غيره، ستجده يكلمك دون أن ينظر إليك، لن يمد يده ليفحصك، لأنك لم تمد يدك لأحد طلبتك ممن يعانون ضعفاً في القراءة، أو الكتابة، كنت تنظر لهم باشمئزاز، وتقول لا علاج ينفع معهم فقد تجاوزا مرحلة الإصلاح، وأنت كذلك سيرى الطبيب أنه لا يملك علاجاً لمرضك، فلقد بلغت من الكبر عتيا، فعد لبيتك وانتظر أجلك، هل كنت ترغب بسماع هذه الإجابة؟؟؟
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
كن أكثر المعلمين شعبية، وأكثرهم قرباً للطلبة، دع اسمك يتردد على ألسنتهم، ليس لأنك متميز في شرحك، أو ما تملك من معلومات في تخصصك، فاليوم المعلومات لم تعد حكراً على أحد، ولا يستطيع أي كان احتكار المعرفة لنفسه، ولكن ما يحتاجه كل طالب هو جرعة من الأخلاق، التي جاء مكملاً وداعياً لها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كن مبتسماً، صادقاً، أميناً، حنوناً، كن قدوة ومثالاً يحتذى، كن لهم كما تريد أن يكونوا أبناؤك.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
لم يعد الاختبار وسيلة تهديد ووعيد، وأداة ترهيب، تستخدمها لمعاقبة الطلبة، وضبطهم، فتتوعدهم بالأسئلة التي لا قبل لهم بها، وتقسم أن لا ينجح أحد، وتبحث بين ثنايا الأسطر، لعلمك أن الطلبة لن يبحثوا هناك، وتقف شامتاً بعد إعلان النتائج، عندها نقول لك:" يداكا أوكتا و فوك نفخ"، فالاختبار وسيلة للتغذية الراجعة لك، لتعيد تقييم أدائك وتتبين مواطن ضعفك كمعلم، فتغير من نهجك واستراتيجيتك في التدريس، لتراعي الفروق الفردية، وتعدد الذكاءات، وأنماط التعلم، لم ولن يكون الاختبار وسيلة عقاب، بل هو عتاب من الطلبة عليك، فهل تتقبل النقد البناء على عملك كمعلم.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
الإدارة الصفية لا تكون بالعصا، ولا بالتلويح بها، الإدارة الصفية تكون بالفراغات التي تقوم بملئها، من خلال الأنشطة والفعاليات التي تخدم سير الحصة الصفية، فلت نجد طالباً مشاغباً، ولن تجد طالباً مشاكساً، فالكل، نعم الكل يبذل جهده ليستمتع بحصتك، وستجدهم يغضبون لإسماعهم جرس النهاية، فالطالب إذا لم تشغله حتماً سوف يشغلك، الطلاب على مقاعد الدرس، طاقة كامنة، تحتاج من يوجهها، هي بالون، سينفجر حتماً، إذا لم يجد من ينفس له ضغطه، فكن أنت، لا غيرك.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
لم يعد التعليم دواء يعطى من خلال الحقن، ولا بالمعلقة على فترات كما يحدده المعلم، قبل الأكل أو بعده، التعلم تفاعل بين مجموعة من العناصر أنت أحدها والمنهاج يؤطرها ولا يحددها، فلم يعد التلقين يجدي نفعاً، ولا يعالج قصوراً، ولا يبني جيلاً، أجعل التعليم متعة لك ولطلابك، أدفعهم لحب المدرسة، وانتظار حصتك من الحصة للحصة، اجعل حصتك الأقل غياباً بين الحصص، والاقل تذمراً، والأكثر نفعاً وفائدةً ومتعةً، فقط فكر كيف تجذبهم إليك، ولا تنفرهم منك.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
أتذكر عندما كنت طالباً، ألم يترك فيك أحد المعلمين أثراً؟ وأنت بالرغم من مرور الوقت لا تعلم عن ذاك المعلم شيء، ولكن ما زلت تتذكره، وتعتبره قدوة، كم من معلم عشق الطلبة مادته لأجله بالرغم من صعوبتها، وكم من معلم كره الطلبة مادته لأجله، بالرغم من أنها من أروع المواد وأسهلها بنظرهم.
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة
أنت تشكو من أن ما مهنة التعليم لا تدر عليك ربحاً كما ينبغي، الأمر كله متعلق بالبركة التي يطرحها الله بالرزق، فمتى نزعت البركة من المال أو الصحة أو العمر أصبح بلا قيمة تذكر، والعلم له زكاة، كما للمال زكاة، وزكاته في إتقانه والإخلاص به لوجه لله، عندما تؤدي رسالتك كمعلم على أكمل وجه، عندها سيطرح الله لك البركة في مالك، في طريق العودة لبيتك سيجنبك الله حادثاً كان مقدر ويلطف به، وتجد طفلك المريض قد تعافى، وبيتك الضيق تجد فيه راحتك وسعة صدرك، كله جاء لأنك أخلصت العمل.
في الختام عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة، لم يبقى إلا أن أذكركم أن تجعلوا عملكم الذي تقومون به خالصاً لوجه الله تعالى عندها سيكتب لكم بكل ذرة طباشير تستنشقونها، وبكل بحة صوت تبذلونها، حسنة ويمحى بها عنكم سيئة...فهل أنتم فاعلون.
[COLOR=#C00F04][RIGHT]*دكتوراه في القيادة التربوية وإدارة الموارد البشرية[/RIGHT]
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]