نحو مجتمع ارقى... التأهيل شرط للزواج
بقلم الدكتورة / نجوى مرضاح المري
نحلم دائما بمجتمع ارقى وكلما زاد تفاؤلنا صادفنا اناسا من غير موعد مسبق بل بتقدير من رب العباد ليقولوا لنا ها نحن هنا انظروا لنا وتحدثوا عن معاناتنا فلدينا همومنا التي تكسر زجاج احلامنا وتضعفنا.
جاءتني احد طالباتي باكيه وطلبت مني ان اعطيها فرصة لتوصيل رسالتها لزميلاتها. سألتها وما هي الرساله لزميلاتك فقالت "كوني قوية" وبكت. أخبرتني عن حكايتها ومنها ألهمتني ان اقول كلاماتي هذه فمعاناتها ليست معاناة فردية بل أصبحت ظاهرة في المجتمع. فهاهي قضت ثلاث سنوات مخطوبة تعلقت بخطيبها ولكن في عشية ليل تركها بحجة انها ليست الفتاة التي يحلم بها. فما هي الفتاة التي يحلم بها ومن هو الفتى التي تحلم به الفتاة؟ للاسف اصبح شبابنا مسيرون نحو نماذج معينه من الشباب و الشابات أملته عليهم المسلسلات التركية والبرامج التافهة. فأصبحت معايير فتاة الأحلام مختلفة فهو يريدها تشبه نور وترقص كهيفاء و تتدلع كاليسا وهي تريده وسيما كمهند و يشبعها بالكلام المعسول ليلا ونهارا. والادهى من ذلك، ان شبابنا أصبحوا بلا مسؤولية يفسخون الخطوبة او يطلقون بلا مراعاة للعواقب او تفكير عميق.
جاء في احد الصحف المحلية ان وزارة العدل أصدرت اكثر من٥٥٠٠ صكوك طلاق خلال شهر شعبان الماضي حيث تصدر يوميا في جميع مناطق المملكة بين 193 و314 صك طلاق.
هذه الإحصائيات مروعة تعكس واقع مؤلم قد تسببنا نحن فيه. نعم فنحن من تركنا هذا الجيل للتلفاز والقنوات المرئية بما تحمله من مسلسلات وافلام هدامة بلا توعيه. فواجبنا كان نشر التوعيه بين شبابنا والأخص المقبلين على الزواج.
تطلب المحكمة من الشاب والشابة بعمل فحوصات طبية كشرط لعقد القران ولكن لم تشترط الكفاءة للزواج وتحمل المسؤولية كمعيار آخر وشرط لعقد القران.
ولنا في التجربة الماليزية خير مثال، في ماليزيا يطلب من الشاب والشابة الراغبين في الزواج بأخذ دورات تدريبية لإعدادهم للحياة الزوجية و والتعامل مع الطرف الآخر في الظروف المتغيرة بفاعلية و يشترطون اجتياز الاختبارات كشرط لعقد القران.
وعند تطبيق هذه الآلية انخفضت معدلات الطلاق في ماليزيا فقد كانت قبل خمس سنوات ما يقرب ٤٠٪ الى ان و صلت هذه الأيام الى ٨٪.
وأخيرا اقول انها مسؤوليتنا كأباء وأمهات، مسؤوليتنا كأكاديميين ومعلمين في المدارس والجامعات، مسؤوليتنا كمنظمات حكومية ومراكز تأهيل مسؤوليتنا ان نوعي شبابنا و شاباتنا وان نعمل جاهدين بخلق اجيال اكثر وعي ومسؤولية
فعلينا ان نقوم بالتثقيف و نشر الوعي بعمل محاضرات في المدارس الثانوية والجامعات و بعمل جسور بيننا وبين شبابنا و فتح باب الحوار الذي ينمي العقل. ومن. هنا. ابعث نداءا لمراكز الحوار الوطني والتثقيف الاسري بتفعيل دورهم البناء و نداءا ايضا لحكومتنا الغراء بان تشرع نظاما كنظيره في ماليزيا لتأهيل الشباب للزواج ولا يتم الزواج الا به.
اخيرا.. اقول لك يا ابنتي انها ليست غلطتك ولا ذنبك ان رجلا بلا مسؤولية تركك بعد ثلاثة سنوات و لا ألومه ايضا بل الوم انفسنا فنحن المقصرين.. فلكم منا كل المعذرة..