[COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[SIZE=7][COLOR=#083AB3] [CENTER]الحكمة ضالة المؤمن[/CENTER][/COLOR]
[/SIZE]
[RIGHT][COLOR=#AD2102]بقلم : أ. جولان رشاد الواوي*[/COLOR]
[/RIGHT]
مررت بحكمة لمارك توين قال فيها :
"أنا لا أخاف الموت .. لقد كنت ميتاً لمليارات ومليارات من السنين قبل أن أولد ولم أعاني أدنى قدر من الإزعاج منه". فتذكرت قول الله تعالى " كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم"
ومارك توين ، هو كاتب أمريكي ، عرف بكتابة روايات أدبية ساخرة حتى اعتبر أنه من أكثر الكتاب سخرية في عصره ، والغريب أنه رغم الروح الفكاهية التي كان يحملها ونظرته الساخرة للحياة والأشياء فأنه أصيب باكتئاب شديد آخر عمره بسبب وفاة ابنته وقال:
"لقد أتيت الي الدنيا مع المذنب هالي وها هو قادم في العام المقبل وأظن بأنني سأرحل معه" ، وقد صدقت نبوءته حيث رحل قبل وصول المذنب بيوم واحد، وهنا تذكرت بأننا غالبا ما نستدرج الأحداث المحزنة إلى حياتنا دون أن نعلم .
القول الذي ذكرته آنفا، والذي جاء متوافقا مع الآية الكريمة لفت نظري إلي أن الحكمة تصل بالإنسان دائما إلى الحقيقة المطلقة الذي ذكرها الله عز وجل في كتابه ، رغم اختلاف الأديان أو القناعات ، ومن الممكن بأن ذلك الكاتب قد سبر كتاب الله عز وجل و استخرج مقولته من آياته الكريمة أو أنه اعتمد على مصادر دينية أو ثقافية أخرى ، غير أنه من المؤكد بأنه كتب ذلك لأن الحكمة تجلت لديه بعد طول التدبر في شؤون الموت والحياة .
فساعة تفكر خير من عبادة سنة ، لأنها تمنح الإنسان تواصلا روحيا مع نواميس الكون وتزوده بمعرفة لا يصل إليها بطول العبادة أو القراءة .
إنها لغة الكون ، لغة الحكمة .. ذلك الهمس الساحر الذي يغشاك من غيمة مثقلة بالمطر أو أرض عطشى .
من أقواله الرائعة أيضا: " الخوف من الموت نابع من خوفنا من شكل الحياة التي نحياها , فالرجل الذي يعيش جيدا يكون مستعدا للموت في أي وقت ".
أنا أحترم كل الذين حملوا أقلامهم وخطوا لنا خلاصة خبراتهم، والتي تشكل منارات على الطريق يهتدي بها الإنسان إلى أفكار أخرى أكثر عمقا ، وتفسح له قراءة الكون كما يقرأ أحدنا في كتاب ، إنها الحكمة مصدرها الآخرين ، وأنت ، ومرجعها الأصدق الله وحده بآياته العظيمة في الكون .
[COLOR=#C00F04][RIGHT]*كاتبة وروائية ، إعلامية ومدربة في تطوير الذات والتنمية البشرية[/RIGHT]
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]