أنوثتي في قفص رجل
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني *
إن من فطرة الله سبحانه وتعالى أن أودع في قلب الأنثى أن تحب رجل، ليشاركها مسيرة الحياة فتكتمل الفطرة باجتماع الطرفين، فجعل سبحانه لتلك العلاقة ضوابطاً وأسساً تنضبط بها أصحاب الفطر السليمة حتى تسير الحياة كما أراد الله جل وعلا .
وإن من جمال تلك القصص التي قصها الله علينا هي قصة آدم وحواء ومن هنا البداية فحينما خلق الله سبحانه آدم خلقه في الجنة .
الجنة حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر، لكن آدم عليه السلام استحوش واحبّ أن يكون له أنيسا ومكملا له حتى يكتمل النعيم الذي كان فيه ، فخلق جل وعلا من ضلعه الأعوج حواء ليكون بها رحيما وعن أخطائها مدركا فطينا.
إن علاقة الرجل بالأنثى ليست علاقة سلطة أو سيادة أو من يكون الأشرف بينهما..إنما هي علاقة حب ومشاركة .
علاقة أشرف مما يتخيلها البشر، ومن شرفها وعظم مكانتها جعلها الله آية وعلامة يهتدي بها البشرية إلى قيام الساعة .. فقال سبحانه "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
هكذا هي أساس تلك العلاقة التي يدّعي بعض البشر بأنها مثاليات لاتطبق على أرض الواقع .. لكن لن يعقل جماليات هذه العلاقة إلا صاحب نفس مدركة واعية بأنها ليست علاقة حرب وإنما هي السلام والأمان الذي يحتاجه الرجل والمرأة.. ولا يعني فشل بعض تلك العلاقات وزيغ البشر عن أصولها أننا نحكم بدمار تلك العلاقة ونضع فيها مالم يكن موجودا فيها اعتبارا على تجارب أتعبت المجتمع وانهكته... ودائما لنضع بعين الإعتبار أن لاتكون نظرتنا سوداء على تجارب بائت بالفشل جهلا من الأفراد واختلاف الأسباب..وهنا أردت الإشارة أن بعض الرجال ولانعمم لان التعميم ظلم للبشرية ،،يعتقد بأفقه الضيق وتفكيره المحدود أنه السيد لقومه وان الانثى لاحق لها سوى أن تعيش في قفصه فتنتهي معها الحورات وتبادل الأراء ..لانه يرى أن الأنثى ناقصة بعقلها وأفكارها وأنها لابد أن تعيش تحت سقف رحمته وشفقة حرمانه..وتناسى أن الله سبحانه لما أكرمه وأعطاه درجة التفضيل إنما كان هذا تكليفا لان الرجل اكثر صبرا ..واكثر تحملا للمسؤولية بما يتناسب مع فطرته التي فطره الله عليها..
وليس عنفا وتهجما عليها كما يفعله بعض الرجال حينما يفرد عضلات الرجولة بإعتقاده ان الحرمان من الحقوق والكماليات التي أحلها الله وأعطاها للانثى أنها من كمال الرجولة ..
وهنا اقول دعوى للمنهج الوسطي بأن يكون فاهما واعيا بمعنى العشرة بالمعروف واسع القلب فطينا حكيما وقت الازمات.. وان تكون الأنثى واعية مقدرة رجولة هذا الزوج ..مصدر الأمان والحنان والعاطفة لزوجها... فتبادل الحقوق والواجبات أمرا تستقر به الحياة... حتى تتزن الأمور بموازينها وإن حصل ما حصل تظل الأصول باقية بقوتها وحبها وعطائها..فا أيها الرجل رفقا بالقوارير وصية بعثها إليك المصطفى صلى الله عليه وسلم...خذها بعين المحب الذي يريد أن يعيش محبا لان الحياة لاتستحق خسارة من تحب.
* كاتبة في صحيفة الرائدية