[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] النهضة هي الأميرة النائمة[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
عندما تكون البشرية في سبات أحلامها محققة معادلة ساخرة هي أن الأحلام وجدت فقط للنيام ، ولو فرضنا أن النهضة هي أميرة فائقة الجمال ترعرعت بيد امرأة تدعى ( الفكر المتحجر) التي تخاف من أن تبلغ الأميرة رشدها فتسحب بساط السلطة الفكرية المتحررة والجمال منها ، وتحلق بجناحين متحررين من القيود التي صنعتها أسلاك السلبية لتحبسها في الداخل .
ولو أخذنا العالم الآن ليكون قصة داخل كتاب اعتدنا قراءتها ولم نتعلم منها سوى الاستمتاع ، ترى هل النهضة نائمة فعلا؟ هل الجمال مؤذي لحد يحاول الجميع تدمير بقائه ؟ إذا كان ما سبق حقيقة إذا لماذا يبحث الجميع عن الكمال ؟ لماذا يبحث الأغلبية عن الجمال؟ لماذا نسعى لشيء نحاربه بعد ذلك ؟ ولماذا ولماذا ولماذا ؟
إن الجواب مخزي حد الترفع عن طرحه إلا أن في حال البيان والتوضيح يجوز قول مالا يجوز ، السبب بسيط جدا وهو ....
كل منا يريد أن يكون البطل الذي لا بطل قبله ولا بطل بعده فيدخل عالم النجاح ويقفل الباب وراءه ، فنجد أن الشهادات العليا عندما يبلغوا الوصول لها صعبوا الأمر على من جاء بعدهم ، وعندما يصلون لذروة النجاح ظنوا أن القمة لا تسع غيرهم فصاروا محبطين ومحطمين لكل من جاء بعدهم
ولأن الثقافة المتدنية والتربية التي تنص على أنك الأفضل دون غيرك ، أصبح من المؤلم أن يكون التراجع هو انتاج فردي صنعة الفرد لنفسه وتحول ذلك لدائرة أكبر تخص كل واحد فينا وهو مجتمعة ، وننتهي لمعادلة مضحكة بعض الشيء وهي ( أنا انجح وأنت تفشل ) .
المعادلة التي دمرت عقل كل شاب يسعى للإنجاز والطموح ولأن الأسباب مخزية ، تفسيرها يكون من الخزي ذاته .
ننتقل لحلول أفضل ... إن الحل بسيط يسكن مشاعر كل واحد منا ، يشعر به يوميا تجاه أقرب الناس له ، ويظن أن الشعور هذا مقصور إلى حد أسرته وحد بيئته الصغيرة ، متجاهلا أن الشعور الصغير الذي تشعر به وحدك هو نفسه الشعور الكبير الذي يجب أن تشارك به غيرك ، بشكل تدريجي يبدأ بالاكتفاء بك وينتهي بالتعميم مع غيرك ، وهو( الحب ) إما الأنانية والجشع وهما من سحر نهضتنا الجميلة وإرجاعها للوراء ، (الأنانية ) المقصودة هنا أنا انجو والجميع يموتون .
لأن القصة المعروفة تنتهي بسحر الأميرة وهي النهضة لحين أن يأتي الحب الحقيقي ، وهو حب الكل لا الجزء لتكون حضارة وعندما صار الجزء أهم من الكل سقطت الحضارات ، وسحرت الحضارات حتى يأتي المجد الحقيقي .. الفكر الحقيقي .. التغير الحقيقي الذي روضنا حبالنا الصمت عنها .. وروضنا افكارنا على التمني ، تبقى القصة تنتظر الفارس الذي سيهدي الأميرة الحياة ، فيزيح السحر منها لتعود مشرقة كالشمس مثلما كانت
عزيزي الإنسان إن هذا الفارس يسكن روح كل واحد منا ، هو شديد القزامة وضعيف البنية ويملك صوت لا تكاد تسمعه ما دمت تستخدم أذنيك لتسمع كل شيء في الخارج عدا أعماقك ، إنه يعاني داخلك يحتاج تغذية راجحة ليملك قوى تمكنه من الخروج ، ما يحتاجه هو موارد موجودة لديك لن يوفرها شيء في الخارج ، يحتاج عزم منك ، تحرر من المعتقدات ، طريق جديد تسلكه ، قناعات بايجابية المستقبل ، ويحتاج الثقة التي تمكنه من تحمل مسؤولية أحلامك ومسؤولية قرارك ليكبر ويكبر وتشتد قوته ليخرج للعالم .
بثلاث أسلحة مهمة هي الثقافة العالية والعزم والنجاح الجماعي ، ثم سيحرر تلك الرائعة من نومها الطويل وتتحول بعدها الحياة من أحلام تنتهي عند الاستيقاظ إلى احلام تبدأ بعد الاستيقاظ .
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]