فروة أبو الحصين
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي
تاريخنا غني بالحكايات والقصص التي تحمل بين سطورها الكثير من الحكمة، فيحكي أنه بالعصر القديم مر بالعالم سنه من القحط والجوع حتى أصبحت بعض الحيوانات لاتجد ما تأكلة ومن هذه الحيوانات ابو الحصين (الثعلب) وأسم ابو الحصين هو مايطلقه عليه أهل البادية أو حتى بعض القرويين ومعروف هذا الحيوان بشدة الذكاء والمكر ، وكان هناك ذئب جسر يخرج يصطاد من بين قطعان الأغنام بالمناطق المجاورة رغم اشتداد البرودة ومغامرته بالصيد ، وقام الثعلب بزيارة للذئب عل ان يعطيه شيء من صيده فقد أثر به الجوع وهو يعلم أن الذئب لن يهبه شي من صيده دون مقابل ، وقال الثعلب للذئب : مارأيك لو عملت لك فروة من جلود الأغنام التي تفترسها مقابل أن تعطيني من باقي صيدك وهذه الفروه سوف تمنع عنك برد الشتاء القارس ، الذئب راقت له الفكرة وقام بأعطاء جزء من صيده للثعلب على ان يصنع له الفروه ويعطيه اكثر من ذلك اذا خلصت فروته الموعوده ، وبعد فترة حضر الثعلب ومعه الفروه واراد الذئب ان يلبسها فقال له الثعلب اذا لبستها هالحين أمامي اخشى ان تعجبني وارجع اخذها ولكن لا تلبسها حتى ابعد من هنا ، فوافق الذئب على حسن نيه ولم يكن يعلم مكر ابو الحصيني واعطاه من الصيد واجزل له بالعطاء ، وعندما ابتعد الثعلب عن المكان قام الذئب بلبسها فانفتقت الفروه حيث ان الثعلب شبكها باطراف الشوك ولم يخيطها فوقعت عن ظهر الذئب الغاضب محاول الأنتقام من الثعلب الذي ابتعد عن المنطقة هارباً بعطية الذئب له من الصيد فصارت مثل يضرب به بين ابناء البادية(فروة أبو الحصين) .
فهل لازال ابو الحصين يعيش بيننا ويمارس كيده ومكره ، قصة توقفنا كثير عند بعض مايحدث في بعض المشاريع التي ينفذها مقاولون هدفهم الكسب حتى لو على حساب الجودة وكثيراً من الامور التي تعلمونها وتشبه هذه الفروة ..