نحو مجتمع ارقى...
النساء شقائق الرجال!!
بقلم الدكتورة / نجوى مرضاح المري *
عندما كتبت في احد مقالاتي في احد المجلات عن الاقوال المغلوطة ضد المرأة ومنها ان المرأة الناجحة في العمل ترفض مساعدة قريناتها من السيدات على النجاح لتتفرد به لنفسها وهو ما يسمى بمتلازمة ملكة النحل، اجد الكثير من السيدات يوافقن على هذا الرأي و يرون ان المرأة اذا اعتلت منصبا اداريا فمن النادر ان تدع الفرصة لإمرأة أخرى حتى تكون هي الوحيدة البارزة و الناجحة في محيط العمل. تعليقات الزميلات و الأخوات كانت محل تعجب بالنسبه لي لأجد نفسي اكتب هذه المقالة لعلي اجد فيها المتنفس. السؤال هنا اذا المرأة هكذا تظن في قريناتها السيدات فلا نلوم الرجل او المجتمع في رؤيتنا، كسيدات، بنظرة تقلل من قدراتنا. فعندما تؤمن المرأة ان المرأة بطبيعتها انانية وتريد ان تنسب النجاح لها و لا تريد ان تتيح الفرصة لغيرها، هذا يعني انها لا تريد المرأة أن تعتلي المناصب العليا وان تكون فقط للرجل الذي بطبيعته يعطي الفرصة لأقرانه ويدعمهم.
من ناحية أخرى، حضرت ندوة و كانت احدى المحاضرين هي دكتورة فاضلة تحدثت عن المرأة ودورها القيادي وبدأت تتحدث عن نظريات القيادة و تصنف نوع القيادة الانسب للمرأة لطبيعتها فهي ترى ان القيادة بالمشاركة هي النوع الملائم للمرأة لتميزها عن الرجل في القدرة على الاستماع و مشاركة الاّراء. للاسف ان ارى هذا الرأي يأتي من أكاديمية و كأنها توسع فوهة الفجوة مابين الجنسين من جهة ولتبرهن على عدم قدرة المرأة على القيادة من جهة أخرى. نعم، فالقيادة بالمشاركة ليست افضل انواع القيادة ولكن الأفضل هو القدرة على التمييز و تحليل الاحتياج بناءا على مؤهلات الموظفين وقدراتهم ونوع العمل المناط و درجة المخاطرة. فليس من الممكن اذا كان الموظفون ينقصهم الخبرة او التأهيل الكافي ان يقوم القائد بمشورتهم وإشراكهم قي اتخاذ قرارات قد تكون على درجه عالية من الخطورة. هنا يتوجب نوع القيادة التوجيهي والتي تراه المحاضرة انه الملائم دائما للرجل. بناءا على ذلك المرأة التي تصلح للقيادة بالمشاركة هي القائدة لنوع معين من الموظفين ولظروف معينه وعند تغيير الظروف ستفشل.
اخيرا اقول، احترام المرأة نفسا، وعقلا، وبدناً، أمر مقرر في شريعة الإسلام، لا يحتاج إلى برهان، ويكفينا في ذلك أصل التسوية بينها وبين الرجل في التكاليف الشرعية فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما النساء شقائق الرجال" فكفانا توزيعا للمهام و حكرا للمناصب بناءا على قيود فكرية مالها برهان. ومن جهة أخرى لن يبنى اي مجتمع بالطريقة الصحيحة التي تتواكب مع متطلبات الحاضر اذا قللنا من قدرات البعض و وضعنا الثقة فقط في البعض. لابد ان نتخلى عن المعتقدات الباطلة و التنظير المجحف في حق المرأة ويجب على المرأة ان ترى نفسها و قريناتها بنظرة أخرى كلها ثقة وايمان بقدرات أبناء هذا الوطن بشقيه من غير مغالاة لأحدهما على الاخر و الايمان بشكل خاص بالمرأة لإعطاءها الفرص التي كانت مغيبه عنها لسنوات من العمر.. فيا سيدتي اقول لك ما قال لاوتسو " اذا غيرت افكارك، ستتغير حياتك" وكما قال اليانور روزفلت " لايمكن لاحد ان يحط من قدرك بدون موافقتك" فكوني منصفه في نظرتك لقدرات بنات هذا الوطن وتحرري من القيود الفكريه وارفعي من قدرك في المنابر بأعمالك وايمانك و كوني عامل فعال في الوطن لا يختلف عليه اثنان لرفعة المجتمع ورقيه.