خارج حصار النص الأولي
بقلم الكاتبة / سمية الزهراني *
كانت خطوةً ثقيلة عليّ, من كل اتجاه. إن القلق يفتك بي. ماذا لو أضعت نفسي ونسيت تمامًا من أكون؟ لمن أكتب؟ وكيف سيصبح طعم الانتقاد؟ قد يظن أي شخص يقرأ هذا بأنه محض سخافة. لكنني لم أجرب قبلًا أن أكون بهذا الوضوح. سهلة ويمكن لأي أحدٍ تخميني والحكم عليّ, على حياتي. شفافة وحين تنظر إلي تستطيع أن تنظر من خلالي. لم يحدث إطلاقًا أن أفصحت عن هويتي الخفية, عن البنت التي تهرب لتكتب وتتهم كل شيء بالبشاعة, ابتداءً بها وانتهاءً بها أيضًا .
لطالما انطويت على نفسي وشكلت الأحرف عبثًا لأخلق عالمًا لا يصفني فيه أحدهم وصفًا لا أراه يناسب ما أكونه. أنا الحالمة المسالمة الشقيّة الحماسيِة والأشد تناقضًا , لا أسمح بأن أوصف بكلمةٍ واحدة, أو أن يحصرني نص أولي, وأتأفف ضجرًا لو رأيتني صورةً فظيعة في خيال أحدهم, صورةً سوداء أو ضبابية لفرط ما أجيد كتابة مشاعري السلبية.
لا وقت للشرح ولا طاقة تكفي للتبرير. لقد حسم الأمر وقبلت بالصفقة.. خرجت من القوقعة وهئنذا أتجاهل تفكيرهم وتفكيري, قدرتهم على تقديري وأكتب. أسطر مشاعري داخل صفحة وهمية في هاتفٍ ذكي, أرسلها لعالمٍ افتراضي وأعود لأواجه الواقع.